الأمر الحقير الصغير فيكون ضده الجليل، قال الشاعر:
فإن الدقيق يهيج الجليل، وإن الغريب إذا شاء ذل وفي حديث معاذ قال: استدق الدنيا واجتهد رأيك أي احتقرها واستصغرها، وهو استفعل من الشئ الدقيق. وقولهم: أخذت جله ودقه كما يقال أخذت قليله وكثيره. وفي حديث الدعاء: اللهم اغفر لي ذنبي كله: دقه وجله.
وما له دقيقة ولا جليلة أي ما له شاة ولا ناقة. وأتيته فما أدقني ولا أجلني أي ما أعطاني إحداهما، وقيل أي ما أعطاني دقيقا ولا جليلا، وقال ذو الرمة يهجو قوما:
إذا اصطكت الحرب امرأ القيس، أخبروا عضاريط، إذ كانوا رعاء الدقائق أراد أنهم رعاء الشاء والبهم.
ودققت الشئ وأدققته: جعلته دقيقا. وقد دق يدق دقة: صار دقيقا، وأدقه غيره ودققه. المفضل: الدقداق صغار الأنقاء المتراكمة. ابن الأعرابي: الدققة المظهرون أقذال الناس أي عيوبهم، واحدها قذل. ودق الشئ يدقه إذا أظهره، ومنه قول زهير: ودقوا بينهم عطر منشم أي أظهروا العيوب والعداوات. ويقال في التهدد: لأدقن شقورك أي لأظهرن أمورك.
ومستدق الساعد: مقدمه مما يلي الرسغ. ومستدق كل شئ:
ما دق منه واسترق. واستدق الشئ أي صار دقيقا، والعرب تقول للحشو من الإبل الدقة. والمدق: القوي. والدقدقة: حكاية أصوات حوافر الدواب في سرعة ترددها مثل الطقطقة. والمداقة في الأمر: التداق. والمداقة: فعل بين اثنين، يقال: إنه ليداقه الحساب.
* دلق: الاندلاق: التقدم. وكل ما ندر خارجا، فقد اندلق. الليث:
الدلق، مجزوم، خروج الشئ من مخرجه سريعا. يقال: دلق السيف من غمده إذا سقط وخرج من غير أن يسل، وأنشد:
كالسيف، من جفن السلاح، الدالق ابن سيده: دلق السيف ممن غمده دلقا ودلوقا واندلق، كلاهما:
استرخى وخرج سريعا من غير استلال، وكذلك إذا انشق جفنه وخرج منه.
وأدلقه هو ودلقته أنا دلقا إذا أزلقته من غمده. وسيف دالق ودلوق إذا كان سلس الخروج من غمده يخرج من غير سل، وهو أجود السيوف وأخلصها، وكل سابق متقدم، فهو دالق.
واندلق بين أصحابه: سبق فمضى. واندلق بطنه: استرخى وخرج متقدما. وطعنه فاندلقت أقتاب بطنه: خرجت أمعاؤه. وفي الحديث: أنه، صلى الله عليه وسلم، قال: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه، قال أبو عبيد: الاندلاق خروج الشئ من مكانه، يريد خروج أمعائه من جوفه، ومنه الحديث: جئت وقد أدلقني البرد أي أخرجني. واندلق السيل على القوم أي هجم، واندلقت الخيل. وخيل دلق أي مندلقة شديدة الدفعة، قال طرفة يصف خيلا:
دلق في غارة مسفوحة، كرعال الطير أسرابا تمر (* في ديوان طرفة روي صدر البيت على هذه الصورة:
ذلق الغارة في إفزاعهم).