لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ٥٠٠
قال ابن مقبل يصف إبلا:
نواهك بيوت الحياض إذا غدت عليه، وقد ضم الضريب الأفاعيا ونهكت الناقة حلبا أنهكها إذا نقصتها فلم يبق في ضرعها لبن. وفي حديث ابن عباس: غير مضر بنسل ولا ناهك في حلب أي غير مبالغ فيه. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال للخافضة:
أشمي ولا تنهكي أي لا تبالغي في استقصاء الختان ولا في إسحات مخفض الجارية، ولكن اخفضي طريفه.
والمنهوك من الرجز والمنسرح: ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه كقوله في الرجز:
يا ليتني فيها جذع وقوله في المنسرح:
ويل أمه سعد سعدا وإنما سمي بذلك لأنك حذفت ثلثيه فنهكته بالحذف أي بالغت في إمراضه والإجحاف به.
والنهك: المبالغة في كل شئ. والناهك والنهيك: المبالغ في جميع الأشياء. الأصمعي: النهك أن تبالغ في العمل، فإن شتمت وبالغت في شتم العرض قيل: انتهك عرضه. والنهيك والنهوك من الرجال: الشجاع، وذلك لمبالغته وثباته لأنه ينهك عدوه فيبلغ منه، وهو نهيك بين النهاكة في الشجاعة، وهو من الإبل الصؤول القوي الشديد، وقول أبي ذؤيب:
فلو نبزوا بأبي ماعز نهيك السلاح، حديد البصر أراد أن سلاحه مبالغ في نهك عدوه. وقد نهك، بالضم، ينهك نهاكة إذا وصف بالشجاعة وصار شجاعا. وفي حديث محمد بن مسلمة: كان من أنهك أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أي من أشجعهم. ورجل نهيك أي شجاع، وقول الشاعر أنشده ابن الأعرابي:
وأعلم أن الموت لا بد مدرك، نهيك على أهل الرقى والتمائم فسره فقال: نهيك قوي مقدم مبالغ.
ورجل منهوك إذا رأيته قد بلغ منه المرض. ومنهوك البدن:
بين النهكة في المرض. ونهك في الطعام: أكل منه أكلا شديدا فبالغ فيه، يقال: ما ينفك فلان ينهك الطعام إذا ما أكل يشتد أكله.
ونهكت من الطعام أيضا: بالغت في أكله. ويقال: أنهك من هذا الطعام، وكذلك عرضه، أي بالغ في شتمه. الأزهري عن الليث: يقال ما ينهك فلان يصنع كذا وكذا أي ما ينفك، وأنشد:
لم ينهكوا صقعا إذا أرموا أي ضربا إذا سكتوا، قال الأزهري: ما أعرف ما قاله الليث ولا أدري ما هو لم أسمع لأحد ما ينهك يصنع كذا أي ما ينفك لغير الليث، ولا أحقه. وقال الليث: مررت برجل ناهيك من رجل أي كافيك وهو غير مشكل. ورجل ينهك في العدو أي يبالغ فيهم. ونهكه عقوبة. بالغ فيها ينهكه نهكا. ويقال: أنهكه عقوبة أي بلغ في عقوبته.
ونهك الشئ وانتهكه: جهده. وفي الحديث: لينهك الرجل ما بين أصابعه أو لتنتهكنها النار أي ليقبل على غسلها إقبالا شديدا ويبالغ في غسل ما بين أصابعه في الوضوء مبالغة حتى ينعم تنظيفها، أو لتبالغن النار في إحراقه. وفي الحديث أيضا: أنهكوا الأعقاب أو لتنهكنها النار أي
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515