لسان العرب - ابن منظور - ج ١٠ - الصفحة ٣٩٦
وكذلك قوله في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، لأن من أسعده الله بما أسعد به النبي، صلى الله عليه وسلم، فقد نال السعادة المباركة الدائمة. وفي حديث الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم: وبارك على محمد وعلى آل محمد أي أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة، وهو من برك البعير إذا أناخ في موضع فلزمه، وتطلق البركة أيضا على الزيادة، والأصل الأول. وفي حديث أم سليم:
فحنكه وبرك عليه أي دعا له بالبركة. ويقال: بارك الله لك وفيك وعليك وتبارك الله أي بارك الله مثل قاتل وتقاتل، إلا أن فاعل يتعدى وتفاعل لا يتعدى. وتبركت به أي تيمنت به. وقوله تعالى: أن بورك من في النار ومن حولها، التهذيب: النار نور الرحمن، والنور هو الله تبارك وتعالى، ومن حولها موسى والملائكة. وروي عن ابن عباس: أن برك من في النار، قال الله تعالى: ومن حولها الملائكة، الفراء: إنه في حرف أبي أن بوركت النار ومن حولها، قال: والعرب تقول باركك الله وبارك فيك، قال الأزهري: معنى بركة الله علوه على كل شئ، وقال أبو طالب بن عبد المطلب:
بورك الميت الغريب، كما بو رك نضح الرمان والزيتون وقال:
بارك فيك الله من ذي أل وفي التنزيل العزيز: وباركنا عليه. وقوله: بارك الله لنا في الموت، معناه بارك الله لنا فيما يؤدينا إليه الموت، وقول أبي فرعون:
رب عجوز عرمس زبون، سريعة الرد على المسكين تحسب أن بوركا يكفيني، إذا غدوت باسطا يميني جعل بورك اسما وأعربه، ونحو منه قولهم: من شب إلى دب، جعله اسما كدر وبر وأعربه. وقوله تعالى يعني القرآن: إنا أنزلناه في ليلة مباركة، يعني ليلة القدر نزل فيها جملة إلى السماء الدنيا ثم نزل على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، شيئا بعد شئ. وطعام بريك:
مبارك فيه. وما أبركه: جاء فعل التعجب على نية المفعول. وتبارك الله: تقدس وتنزه وتعالى وتعاظم، لا تكون هذه الصفة لغيره، أي تطهر.
والقدس: الطهر. وسئل أبو العباس عن تفسير تبارك الله فقال: ارتفع.
والمتبارك: المرتفع. وقال الزجاج: تبارك تفاعل من البركة، كذلك يقول أهل اللغة. وروى ابن عباس: ومعنى البركة الكثرة في كل خير، وقال في موضع آخر: تبارك تعالى وتعاظم، وقال ابن الأنباري: تبارك الله أي يتبرك باسمه في كل أمر. وقال الليث في تفسير تبارك الله: تمجيد وتعظيم. وتبارك بالشئ: تفاءل به. الزجاج في قوله تعالى: وهذا كتاب أنزلناه مبارك، قال: المبارك ما يأتي من قبله الخير الكثير وهو من نعت كتاب، ومن قال أنزلناه مباركا جاز في غير القراءة. اللحياني: باركت على التجارة وغيرها أي واظبت عليها، وحكى بعضهم تباركت بالثعلب الذي تباركت به.
وبرك البعير يبرك بروكا أي استناخ، وأبركته أنا فبرك، وهو قليل، والأكثر أنخته فاستناخ. وبرك: ألقى بركه بالأرض وهو صدره، وبركت الإبل تبرك بروكا وبركت: قال الراعي:
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف القاف فصل الألف 3
2 فصل الباء 13
3 فصل التاء 31
4 فصل الثاء 33
5 فصل الجيم 34
6 فصل الحاء 37
7 فصل الخاء 72
8 فصل الدال المهملة 94
9 فصل الذال المعجمة 108
10 فصل الراء المهملة 112
11 فصل الزاي 137
12 فصل السين المهملة 151
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 193
15 فصل الضاد المعجمة 208
16 فصل الطاء المهملة 209
17 فصل العين المهملة 234
18 فصل الغين المعجمة 281
19 فصل الفاء 296
20 فصل القاف 321
21 فصل الكاف 326
22 فصل اللام 326
23 فصل الميم 335
24 فصل النون 350
25 فصل الهاء 364
26 فصل الواو 370
27 فصل الياء المثناة تحتها 386
28 حرف الكاف فصل الألف 388
29 فصل الباء الموحدة 395
30 فصل التاء المثناة فوقها 405
31 فصل الحاء المهملة 407
32 فصل الخاء المعجمة 419
33 فصل الدال المهملة 419
34 فصل الراء 431
35 فصل الزاي 435
36 فصل السين المهملة 438
37 فصل الشين المعجمة 446
38 فصل الصاد المعجمة 455
39 فصل الضاد المعجمة 459
40 فصل العين المهملة 463
41 فصل الغين المعجمة 472
42 فصل الفاء 472
43 فصل الكاف 481
44 فصل اللام 481
45 فصل الميم 485
46 فصل النون 497
47 فصل الهاء 502
48 فصل الواو 509
49 فصل الياء المثناة تحتها 515