والفرق في النبات: أن يتفرق قطعا من قولهم أرض فرقة في نبتها، فرق على النسب لأنه لا فعل له، إذا لم تكن (* الضمير يعود إلى الأرض الفرقة.) واصبة متصلة النبات وكان متفرقا. وقال أبو حنيفة: نبت فرق صغير لم يغط الأرض. ورجل أفرق: للذي ناصيته كأنها مفروقة، بين الفرق (* بين الفرق أي الرجل الأفرق)، وكذلك اللحية، وجمع الفرق أفراق، قال الراجز:
ينفض عثنونا كثير الأفراق، تنتح ذفراه بمثل الدرياق الليث: الأفرق شبه الأفلج إلا أن الأفلج زعموا ما يفلج، والأفرق خلقة.
والفرقاء من الشاء: البعيدة ما بين الخصيتين. ابن سيده: الأفرق:
المتباعد ما بين الثنيتين. وتيس أفرق: بعيد ما بين القرنين. وبعير أفرق: بعيد ما بين المنسمين. وديك أفرق: ذو عرفين للذي عرفه مفروق، وذلك لانفراج ما بينهما. والأفرق من الرجال: الذي ناصيته كأنها مفروقة، بين الفرق، وكذلك اللحية، ومن الخيل الذي إحدى وركيه شاخصة والأخرى مطمئنة، وقيل: الذي نقصت إحدى فخذيه عن الأخرى وهو يكره، وقيل: هو الناقص إحدى الوركين، قال:
ليست من الفرق البطاء دوسر وأنشده يعقوب: من القرق البطاء، وقال: القرق الأصل، قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذه الرواية. وفي التهذيب: الأفرق من الدواب الذي إحدى حرقفتيه شاخصة والأخرى مطمئنة. وفرس أفرق: له خصية واحدة، والاسم الفرق من كل ذلك، والفعل من كل ذلك فرق فرقا.
والمفروقان من الأسباب: هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أي يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مستف من مستفعلن، وعيلن من مفاعيلن.
والفرقان: القرآن. وكل ما فرق به بين الحق والباطل، فهو فرقان، ولهذا قال الله تعالى: ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان. والفرق أيضا: الفرقان ونظيره الخسر والخسران، وقال الراجز:
ومشركي كافر بالفرق وفي حديث فاتحة الكتاب: ما أنزل في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا الفرقان مثلها، الفرقان: من أسماء القرآن أي أنه فارق بين الحق والباطل والحلال والحرام. ويقال: فرق بين الحق والباطل، ويقال أيضا: فرق بين الجماعة، قال عدي بن الرقاع:
والدهر يفرق بين كل جماعة، ويلف بين تباعد وتناء وفي الحديث: محمد فرق بين الناس أي يفرق بين المؤمنين والكافرين بتصديقه وتكذيبه. والفرقان: الحجة. والفرقان: النصر. وفي التنزيل: وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان، وهو يوم بدر لأن الله أظهر من نصره ما كان بين الحق والباطل. التهذيب وقوله تعالى: وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون، قال: يجوز أن يكون الفرقان الكتاب بعينه وهو التوراة إلا أنه أعيد ذكره باسم غير الأول، وعنى به أنه يفرق بين الحق والباطل، وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا الموضع فقال تعالى: ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء،