أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه، قال ابن الأثير:
وقوله فيعتقه ليس معناه استئناف العتق فيه بعد الشراء لأن الإجماع منعقد أن الأب يعتق على الابن إذا ملكه في الحال وإنما معناه أنه إذا اشتراه فدخل في ملكه عتق عليه، فلما كان الشراء سببا لعتقه أضيف العتق إليه، وإنما كان هذا جزاء له لأن العتق أفضل ما ينعم به أحد على أحد، إذ خلصه بذلك من الرق وجبر به النقص الذي له وتكمل له أحكام الأحرار في جميع التصرفات.
وفلان مولى عتاقة ومولى عتيق ومولاة عتيقة وموال عتقاء ونساء عتائق: وذلك إذا أعتقن. وحلف بالعتاق أي الإعتاق. وعتيق: اسم الصديق، رضي الله عنه، قيل: سمي بذلك لأن الله تبارك وتعالى أعتقه من النار، واسمه عبد الله بن عثمان، روت عائشة أن أبا بكر دخل على النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار، فمن يومئذ سمي عتيقا. وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه: أنه سمي عتيقا لأنه أعتق من النار، سماه به النبي، صلى الله عليه وسلم، وقيل: كان يقال له عتيق لجماله.
وعتقت عليه يمين تعتق: سبقت وتقدمت، وكذلك عتقت، بالضم، أي قدمت ووجبت كأنه حفظها فلم يحنث. وعتقت مني يمين أي سبقت، وأنشد لأوس بن حجر:
علي ألية عتقت قديما، فليس لها، وإن طلبت، مرام أي لزمتني، وقيل أي ليس لها حيلة وإن طلبت. أبو زيد: أعتق يمينه أي ليس لها كفارة. وعتقت الفرس تعتق وعتقت عتقا:
سبقت الخيل فنجت. وفرس عاتق: سابق. ورجل معتاق الوسيقة إذا طرد طريدة سبق بها، وقيل: سبق بها وأنجاها، قال أبو المثلم يرثي صخرا:
حامي الحقيقة نسال الوديقة، مع - تاق الوسيقة، لا نكس ولا واني قال: ولا يقال معناق.
والعاتق: الناهض من فراخ القطا. قال أبو عبيد: ونرى أنه من السبق على أنه يعتق أي يسبق. يقال: هذا فرخ قطاة عاتق إذا كان قد استقل وطار.
وعتاق الطير: الجوارح منها، والأرحبيات العتاق: النجائب منها، وقيل:
العاتق من الطير فوق الناهض، وهو في أول ما يتحسر ريشه الأول وينبت له ريش جلذي أي شديد، وقيل: العاتق من الحمام ما لم يسن ويستحكم، والجمع عتق. وجارية عاتق: شابة، وقيل: العاتق البكر التي لم تبن عن أهلها، وقيل: هي التي بين التي أدركت وبين التي عنست: والعاتق: الجارية التي قد أدركت وبلغت فخدرت في بيت أهلها ولم تتزوج، سميت بذلك لأنها عتقت عن خدمة أبويها ولم يملكها زوج بعد، قال الفارسي: وليس بقوي، قال الشاعر:
أقيدي دما، يا أم عمرو، هرقته بكفيك، يوم الستر، إذ أنت عاتق وقيل: العاتق الجارية التي قد بلغت أن تدرع وعتقت من الصبا والاستعانة بها في مهنة أهلها، سميت عاتقا بها، والجمع في ذلك كله عواتق، قال زهير بن مسعود الضبي:
ولم تثق العواتق من غيور بغيرته، وخلين الحجالا