ومكان شرق ومشرق، وشرق شرقا وأشرق: أشرقت عليه الشمس فأضاء. ويقال: أشرقت الأرض إشراقا إذا أنارت بإشراق الشمس وضحها عليها. وفي التنزيل: وأشرقت الأرض بنور ربها.
والشرقة: الشمس، وقيل: الشرق والشرق، بالفتح. والشرقة والشارق والشريق: الشمس، وقيل: الشمس حين تشرق. يقال: طلعت الشرق والشرق، وفي الصحاح: طلع الشرق ولا يقال غربت الشرق ولا الشرق. ابن السكيت: الشرق الشمس، والشرق، بسكون الراء، المكان الذي تشرق فيه الشمس. يقال: آتيك كل يوم طلعة شرقه. وفي الحديث:
كأنهما ظلتان سوداون بينهما شرق، الشرق: الضوء وهو الشمس، والشرق والشرقة والشرقة موضع الشمس في الشتاء، فأما في الصيف فلا شرقة لها، والمشرق موقعها في الشتاء على الأرض بعد طلوعها، وشرقتها دفاؤها إلى زوالها. ويقال: ما بين المشرقين أي ما بين المشرق والمغرب.
وأشرق الرجل أي دخل في شروق الشمس. وفي التنزيل: فأخذتهم الصيحة مشرقين، أي مصبحين. وأشرق القوم: دخلوا في وقت الشروق كما تقول أفجروا وأصبحوا وأظهروا، فأما شرقوا وغربوا فساروا نحو المشرق والمغرب. وفي التنزيل: فأتبعوهم مشرقين، أي لحقوهم وقت دخولهم في شروق الشمس وهو طلوعها. يقال: شرقت الشمس إذا طلعت، وأشرقت أضاءت على وجه الأرض وصفت، وشرقت إذا غابت.
والمشرقان: مشرقا الصيف والشتاء.
ابن الأنباري في قولهم في النداء على الباقلا شرق الغداة طري قال أبو بكر: معناه قطع الغداة أي ما قطع بالغداة والتقط، قال الأزهري: وهذا في الباقلا الرطب يجنى من شجره. يقال: شرقت الثمرة إذا قطعتها.
وقال الفراء وغيره من أهل العربية في تفسير قوله تعالى: من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، يقول هذه الشجرة ليست مما تطلع عليها الشمس في وقت شروقها فقط أو في وقت غروبها فقط، ولكنها شرقية غربية تصيبها الشمس بالغداة والعشية، فهو أنضر لها وأجود لزيتونها وزيتها، وهو قول أكثر أهل التفسير، وقال الحسن:
لا شرقية ولا غربية إنها ليست من شجر أهل الدنيا أي هي من شجر أهل الجنة، قال الأزهري: والقول الأول أولى، قال وروى المنذري عن أبي الهيثم في قول الحرث بن حلزة:
إنه شارق الشقيقة، إذ جا ءت معد، لكل حي لواء قال: الشقيقة مكان معلوم، وقوله شارق الشقيقة أي من جانبها الشرقي الذي يلي المشرق فقال شارق، والشمس تشرق فيه، هذا مفعول فجعله فاعلا. وتقول لما يلي المشرق من الأكمة والجبل: هذا شارق الجبل وشرقيه وهذا غارب الجبل وغربيه، وقال العجاج:
والفتن الشارق والغربي أراد الفتن التي تلي المشرق وهو الشرقي، قال الأزهري: وإنما جاز أن يفعله شارقا لأنه جعله ذا شرق كما يقال سر كاتم ذو كتمان وماء دافق ذو دفق.