لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ١٢٩
إلى الريف وحضروا القرى ومعين الماء، ومن العرب من يقول راف البدوي يريف إذا أتى الريف، ومنه قول الراجز:
جواب بيداء بها غروف، لا يأكل البقل ولا يريف، ولا يرى في بيته القليف وقال القطامي:
وراف سلاف شعشع البحر مزجها لتحمى، وما فينا عن الشرب صادف قالوا: راف اسم للخمر، تحمى أي تسكر.
وأرافت الأرض إرافة وريفا كما قالوا أخصبت إخصابا وخصبا سواء في الوزن والمعنى، قال ابن سيده: وعندي أن الإرافة المصدر، والريف الاسم، وكذلك القول في الإخصاب والخصب، وقد تقدم، وهي أرض ريفة، بتشديد الياء.
فصل الزاي * زأف: زأفه يزأفه زأفا: أعجله. وقد أزأفت عليه أي أجهزت عليه. وموت زؤاف وزؤام: كريه، وقيل: وحي.
وأزأف فلانا بطنه: أثقله فلم يقدر أن يتحرك.
* زحف: زحف إليه يزحف زحفا وزحوفا وزحفانا: مشى. ويقال:
زحف الدبى إذا مضى قدما. والزحف: الجماعة يزحفون إلى العدو بمرة. وفي الحديث: اللهم اغفر له وإن كان فر من الزحف أي فر من الجهاد ولقاء العدو في الحرب. وفي التنزيل: يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا، والجمع زحوف، كسروا اسم الجمع كما قد يكسرون الجمع، ويستعمل في الجراد، قال:
قد خفت أن يحدرنا للمصرين زحف من الخيفان، بعد الزحفين أراد بعد زحفين، لكنه كره الزحاف فأدخل الألف واللام لإكمال الجزء. قال الزجاج: يقال أزحفت القوم إذا ثبت لهم، قال: فمعنى قوله إذا لقيتم الذين كفروا زحفا أي إذا لقيتموهم زاحفين، وهو أن يزحفوا إليهم قليلا قليلا، فلا تولوهم الأدبار، قال الأزهري:
وأصل الزحف للصبي وهو أن يزحف على استه قبل أن يقوم، وإذا فعل ذلك على بطنه قيل قد حبا، وشبه بزحف الصبيان مشي الفئتين تلتقيان للقتال، فيمشي كل فيه مشيا رويدا إلى الفئة الأخرى قبل التداني للضراب، وهي مزاحف أهل الحرب، وربما استجنت الرجالة بجننها وتزاحفت من قعود إلى أن يعرض لها الضراب أو الطعان. ويقال: أزحف لنا عدونا إزحافا أي صاروا يزحفون إلينا زحفا ليقاتلونا، وقال العجاج يصف الثور والكلاب:
وانشمن في غباره وخذرفا (* قوله وانشمن إلخ هذا ما بالأصل، والذي في شرح القاموس:
وأدغفت شوارعا وأدغفا * ميلين ثم أزحفت وأزحفا) معا، وشتى في الغبار كالشفا مثلين، ثم أزحفت وأزحفا أي أسرع، وأصله من خذرف الصبي. وازدحف القوم أزدحافا إذا مشى بعضهم إلى بعض. وزحف القوم إلى القوم: دلقوا إليهم.
والزحف: المشي قليلا قليلا، والصبي يتزحف على الأرض، وفي التهذيب على بطنه: ينسحب قبل أن يمشي.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست