لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ١٤٠
الأجاجين الخضر، قال:
وهي المزالف أيضا. وفي حديث يأجوج ومأجوج: ثم يرسل الله مطرا فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، وهي مصنعة الماء، أراد أن المطر يغدر في الأرض فتصير كأنها مصنعة من مصانع الماء، وقيل: الزلفة المرآة شبهها بها لاستوائها ونظافتها، وقيل:
الزلفة الروضة، ويقال بالقاف أيضا، وكل ممتلئ من الماء زلفة، وأصبحت الأرض زلفة واحدة على التشبيه كما قالوا أصبحت قروا واحدا. وقال أبو حنيفة: الزلف الغدير الملآن، قال الشاعر:
جثجاثها وخزاماها وثامرها هبائب تضرب النغبان والزلفا (* قوله هبائب إلخ كذا بالأصل ومثله شرح القاموس.) وقال شمر في قوله: طي الليالي زلفا فزلفا، أي قليلا قليلا، يقول: طوى هذا البعير الإعياء كما يطوي الليل سماوة الهلال أي شخصه قليلا قليلا حتى دق واستقوس. وحكى ابن بري عن أبي عمر الزاهد قال: الزلفة ثلاثة أشياء: البركة والروضة والمرآة، قال: وزاد ابن خالويه رابعا أصبحت الأرض زلفة ودثة من كثرة الأمطار.
والمزالف والمزلفة: البلد، وقيل: القرى التي بين البر والبحر كالأنبار والقادسية ونحوهما.
وزلف في حديثه: زاد كزرف، يقال: فلان يزلف في حديث ويزرف أي يزيد.
وفي الصحاح: المزالف البراغيل وهي البلاد التي بين الريف والبر، الواحدة مزلفة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أن رجلا قال له: إني حججت من رأس هر أو خارك أو بعض هذه المزالف، رأس هر وخارك: موضعان من ساحل فارس يرابط فيهما، والمزالف: قرى بين البر والريف. وبنو زليفة: بطن، قال أبو جندب الهذلي:
من مبلغ مآلكي حبشيا؟
أجابني زليفة الصبحيا * زلحف: ازلحف الرجل وازحلف، لغتان، مقلوب: تنحى وتأخر، وقد ذكرناه في زحلف. وفي حديث سعيد بن جبير: ما ازلحف ناكح الأمة عن الزنا إلا قليلا لأن الله عز وجل يقول: وأن تصبروا خير لكم، أي ما تنحى وتباعد. ويقال: ازلحف وازحلف، على القلب، وتزحلف، قال الزمخشري: الصواب ازلحف كاقشعر، وازلحف بوزن اظهر، على أن أصله ازتلحف فأدغمت التاء في الزاي، والله أعلم.
* زهف: الإزهاف: الكذب. وفيه ازدهاف أي كذب وتزيد.
وأزهف بالرجل إزهافا: أخبر القوم من أمره بأمر، لا يدرون أحق هو أم باطل. وأزهف إليه حديثا وازدهف: أسند إليه قولا ليس بحسن. وأزهف لنا في الخبر وازدهف: زاد فيه. وفي حديث صعصعة قال لمعاوية، رضي الله عنهما: إني لأترك الكلام فما أزهف به، الإزهاف: الاستقدام. وقيل: هو من أزهف في الحديث إذا زاد فيه، ويروى بالراء وقد تقدم. وأزهف بي فلان: وثقت به فخانني. غيره: وإذا وثقت بالرجل في الأمر فخانك فقد أزهف إزهافا، وأصل الازدهاف الكذب. وحكى ابن الأعرابي: أزهفت له حديثا أي أتيته بالكذب.
والإزهاف: التزيين، قال الحطيئة:
أشاقتك ليلى في اللمام، وما جرت بما أزهفت، يوم التقينا، وبزت
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست