لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ١١٨
والياء ردفين إذا كان ما قبلهما مفتوحا نحو ريب وثوب، قال: فإن قلت الردف يتلو الراكب والردف في القافية إنما هو قبل حرف الروي لا بعده، فكيف جاز لك أن تشبهه به والأمر في القضية بضد ما قدمته؟ فالجواب أن الردف وإن سبق في اللفظ الروي فإنه لا يخرج مما ذكرته، وذلك أن القافية كما كانت وهي آخر البيت وجها له وحلية لصنعته، فكذلك أيضا آخر القافية زينة لها ووجه لصنعتها، فعلى هذا ما يجب أن يقع الاعتداد بالقافية والاعتناء بآخرها أكثر منه بأولها، وإذا كان كذلك فالروي أقرب إلى آخر القافية من الردف، فبه وقع الابتداء في الاعتداد ثم تلاه الاعتداد بالردف، فقد صار الردف كما تراه وإن سبق الروي لفظا تبعا له تقديرا ومعنى، فلذلك جاز أن يشبه الردف قبل الروي بالردف بعد الراكب، وجمع الردف أرداف لا يكسر على غير ذلك.
وردفهم الأمر وأردفهم: دهمهم. وقوله عز وجل: قل عسى أن يكون ردف لكم، يجوز أن يكون أراد ردفكم فزاد اللام، ويجوز أن يكون ردف مما تعدى بحرف جر وبغير حرف جر. التهذيب في قوله تعالى: ردف لكم، قال: قرب لكم، وقال الفراء: جاء في التفسير دنا لكم فكأن اللام دخلت إذ كان المعنى دنا لكم، قال: وقد تكون اللام داخلة والمعنى ردفكم كما يقولون نقدت لها مائة أي نقدتها مائة.
وردفت فلانا وردفت لفلان أي صرت له ردفا، وتزيد العرب اللام مع الفعل الواقع في الاسم المنصوب فتقول سمع له وشكر له ونصح له أي سمعه وشكره ونصحه. ويقال: أردفت الرجل إذا جئت بعده. الجوهري:
يقال كان نزل بهم أمر فردف لهم آخر أعظم منه. وقال تعالى:
تتبعها الرادفة. وأتيناه فارتدفناه أي أخذناه أخذا.
والروادف: رواكيب النخلة، قال ابن بري: الراكوب ما نبت في أصل النخلة وليس له في الأرض عرق. والردافى، على فعالى بالضم: الحداة والأعوان لأنه إذا أعيا أحدهم خلفه الآخر، قال لبيد: عذافرة تقمص بالردافى، تخونها نزولي وارتحالي وردفان موضع، والله أعلم.
* رذعف: ارذعفت الإبل واذرعفت، كلاهما: مضت على وجوهها.
* رزف: رزف إليه يرزف رزيفا: دنا. والرزف: الإسراع، عن كراع. وأرزف الرجل: أسرع. وأرزف السحاب: صوت كأرزم، قال كثير عزة:
فذاك سقى أم الحويرث ماءه، بحيث انتوت واهي الأسرة مرزف ورزفت الناقة: أسرعت، وأرزفتها أنا: أحثثتها في السير، ورواه الصرام عن شمر زرفت وأزرفتها، الزاي قبل الراء.
* رسف: الرسف والرسيف والرسفان: مشي المقيد. رسف في القيد يرسف ويرسف رسفا ورسيفا ورسفانا: مشى مشي المقيد، وقيل: هو المشي في القيد رويدا، فهو راسف، وأنشد ابن بري للأخطل:
ينهنهني الحراس عنها، وليتني قطعت إليها الليل بالرسفان
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست