لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٤٢٠
من البلاغ بفتح الباء فله وجهان: أحدهما أن البلاغ ما بلغ من القرآن والسنن، والوجه الآخر من ذوي البلاغ أي الذين بلغونا يعني ذوي التبليغ، فأقام الاسم مقام المصدر الحقيقي كما تقول أعطيته عطاء، وأما الكسر فقال الهروي: أراه من المبالغين في التبليغ، بالغ يبالغ مبالغة وبلاغا إذا اجتهد في الأمر، والمعنى في الحديث: كل جماعة أو نفس تبلغ عنا وتذيع ما تقوله فلتبلغ ولتحك. وأما قوله عز وجل: هذا بلاغ للناس ولينذروا به، أي أنزلناه لينذر الناس به. وبلغ الفارس إذا مد يده بعنان فرسه ليزيد في جريه.
وبلغ الغلام: احتلم كأنه بلغ وقت الكتاب عليه والتكليف، وكذلك بلغت الجارية. التهذيب: بلغ الصبي والجارية إذا أدركا، وهما بالغان. وقال الشافعي في كتاب النكاح: جارية بالغ، بغير هاء، هكذا روى الأزهري عن عبد الملك عن الربيع عنه، قال الأزهري: والشافعي فصيح حجة في اللغة، قال: وسمعت فصحاء العرب يقولون جارية بالغ، وهكذا قولهم امرأة عاشق ولحية ناصل، قال: ولو قال قائل جارية بالغة لم يكن خطأ لأنه الأصل. وبلغت المكان بلوغا: وصلت إليه وكذلك إذا شارفت عليه، ومنه قوله تعالى: فإذا بلغن أجلهن، أي قاربنه. وبلغ النبت: انتهى. وتبالغ الدباغ في الجلد: انتهى فيه، عن أبي حنيفة. وبلغت النخلة وغيرها من الشجر: حان إدراك ثمرها، عنه أيضا. وشئ بالغ أي جيد، وقد بلغ في الجودة مبلغا.
ويقال: أمر الله بلغ، بالفتح، أي بالغ من وقوله تعالى: إن الله بالغ أمره. وأمر بالغ وبلغ: نافذ يبلغ أين أريد به، قال الحرث بن حلزة:
فهداهم بالأسودين وأمر ال‍ - له بلغ بشقى به الأشقياء وجيش بلغ كذلك. ويقال: اللهم سمع لا بلغ وسمع لا بلغ، وقد ينصب كل ذلك فيقال: سمعا لا بلغا وسمعا لا بلغا، وذلك إذا سمعت أمرا منكرا أي يسمع به ولا يبلغ. والعرب تقول للخبر يبلغ واحدهم ولا يحققونه: سمع لا بلغ أي نسمعه ولا يبلغنا.
وأحمق بلغ وبلغ أي هو من حماقته (* قوله من حماقته عبارة القاموس: مع حماقته.) يبلغ ما يريده، وقيل: بالغ في الحمق، وأتبعوا فقالوا: بلغ ملغ.
وقوله تعالى: أم لكم أيمان علينا بالغة، قال ثعلب: معناه موجبة أبدا قد حلفنا لكم أن نفي بها، وقال مرة: أي قد انتهت إلى غايتها، وقيل: يمين بالغة أي مؤكدة. والمبالغة: أن تبلغ في الأمر جهدك. ويقال: بلغ فلان أي جهد، قال الراجز:
إن الضباب خضعت رقابها للسيف، لما بلغت أحسابها أي مجهودها (* قوله أي مجهودها كذا بالأصل، ولعله جهدت ليطابق بلغت،) وأحسابها شجاعتها وقوتها ومناقبها. وأمر بالغ: جيد.
والبلاغة: الفصاحة. والبلغ والبلغ: البليغ من الرجال. ورجل بليغ وبلغ: حسن الكلام فصيحه يبلغ بعبارة لسانه كنه ما في قلبه، والجمع بلغاء، وقد بلغ، بالضم، بلاغة أي صار بليغا.
وقول بليغ: بالغ وقد بلغ. والبلاغات: كالوشايات.
والبلغن: البلاغة، عن السيرافي، ومثل به سيبويه.
(٤٢٠)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)، الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458