لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٣٨٩
حديث عائشة، رضي الله عنها: اللدود مكان الغمز، هو أن تسقط اللهاة فتغمز باليد أي تكبس. والغمز في الدابة: الظلع من قبل الرجل، غمزت تغمز، وقيل: هو ظلع خفي. والغمز: العصر باليد، قال زياد الأعجم:
وكنت إذا غمزت قناة قوم، كسرت كعوبها، أو تستقيما قال ابن بري: هكذا ذكر سيبويه هذا البيت بنصب تسقيم بأو، وجميع البصريين، قال: هو في شعره تستقيم بالرفع والأبيات كلها ثلاثة لا غير وهي: ألم تر أنني وترت قوسي لأبقع من كلاب بني تميم عوى، فرميته بسهام موت، ترد عوادي الحنق اللئيم وكنت إذا غمزت قناة قوم، كسرت كعوبها، أو تستقيم (* في هذا البيت إقواء.) قال: والحجة لسيبويه في هذا أنه سمع من العرب من ينشد هذا البيت بالنصب فكان إنشاده حجة، كما عمل أيضا في البيت المنسوب لعقبة الأسدي وهو:
معاوي، إننا بشر فأسجح، فلسنا بالجبال ولا الحديدا هكذا سمع من ينشده بالنصب ولم تحفظ الأبيات التي قبله والتي بعده، وهذه القصيدة من شعره مخفوضة الروي، وبعده:
أكلتم أرضنا فجردتموها فهل من قائم أو من حصيد؟
والمعنى في شعر زياد الأعجم أنه هجا قوما زعم أنه أثارهم بالهجاء وأهلكهم إلا أن يتركوا سبه وهجاءه، وكان يهاجي المغيرة بن حبناء التميمي، ومعنى غمزت لينت، وهذا مثل، والمعنى إذا اشتد علي جانب قوم رمت تليينه أو يستقيم. وغمزت الكبش والناقة أغمزها غمزا إذا وضعت يدك على ظهرها لتنظر أبها طرق أم لا، وناقة غموز، والجمع غمز. والغموز من النوق: مثل العروك والشكوك، عن أبي عبيد. وفي حديث الغسل: قال لها: اغمزي قرونك أي اكبسي ضفائر شعرك عند الغسل. والغمز: العصر والكبس باليد.
والغمز، بالتحريك: رذال المال من الإبل والغنم، والضعاف من الرجال، يقال: رجل غمز من قوم غمز وأغماز، والقمز مثل الغمز، وأنشد الأصمعي:
أخذت بكرا نقزا من النقز، وناب سوء قمزا من القمز، هذا وهذا غمز من الغمز وناقة غموز إذا صار في سنامها شحم قليل يغمز، وقد أغمزت إناقة إغمازا. وأغمز في الرجل إغمازا: استضعفه وعابه وصغر شأنه، قال الكميت:
ومن يطع النساء يلاق منها، إذا أغمزن فيه، الأقورينا الأقورينا: الدواهي يقول: من يطع النساء إذا عبنه وزهدن فيه يلاق الدواهي التي لا طاقة له بها.
والغميز والغميزة: ضعف في العمل وفهة في العقل، وفي التهذيب: وجهلة في العقل. ورجل
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»
الفهرست