لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٣٧٨
المعازة إلا في المال ولم نسمع في مصدره عزازا. وعزه يعزه عزا: قهره وغلبه. وفي التنزيل العزيز: وعزني في الخطاب، أي غلبني في الاحتجاج. وقرأ بعضهم:
وعازني في الخطاب، أي غالبني، وأنشد في صفة جمل:
يعز على الطريق بمنكبيه، كما أبترك الخليع على القداح يقول: يغلب هذا الجمل الإبل على لزوم الطريق فشبه حرصه على لزوم الطريق وإلحاحه على السير بحرص هذا الخليع على الضرب بالقداح لعله يسترجع بعض ما ذهب من ماله، والخليع: المخلوع المقمور ماله. وفي المثل: من عز بز أي غلب سلب، والاسم العزة، وهي القوة والغلبة، وقوله:
عز على الريح الشبوب الأعفرا أي غلبه وحال بينه وبين الريح فرد وجوهها، ويعني بالشبوب الظبي لا الثور لأن الأعفر ليس من صفات البقر.
والعزعزة: الغلبة. وعازني فعززته أي غالبني فغلبته، وضم العين في مثل هذا مطرد وليس في كل شئ، يقال: فاعلني ففعلته.
والعز: المطر الغزير، وقيل: مطر عز شديد كثير لا يمتنع منه سهل ولا جبل إلا أساله. وقال أبو حنيفة: العز المطر الكثير. أرض معزوزة: أصابها عز من المطر. والعزاء: المطر الشديد الوابل.
والعزاء: الشدة.
والعزيزاء من الفرس: ما بين عكوته وجاعرته، يمد ويقصر، وهما العزيزاوان، والعزيزاوان: عصبتان في أصول الصلوين فصلتا من العجب وأطراف الوركين، وقال أبو مالك: العزيزاء عصبة رقيقة مركبة في الخوران إلى الورك، وأنشد في صفة فرس:
أمرت عزيزاء ونيطت كرومه، إلى كفل راب، وصلب موثق والكرمة: رأس الفخذ المستدير كأنه جوزة وموضعها الذي تدور فيه من الورك القلت، قال: ومن مد العزيزا من الفرس قال:
عزيزاوان، ومن قصر ثنى عزيزيان، وهما طرفا الوركين. وفي شرح أسماء الله الحسنى لابن برجان: العزوز من أسماء فرج المرأة البكر. والعزى: شجرة كانت تعبد من دون الله تعالى، قال ابن سيده: أراه تأنيث الأعز، والأعز بمعنى العزيز، والعزى بمعنى العزيزة، قال بعضهم: وقد يجوز في العزى أن تكون تأنيث الأعز بمنزلة الفضلى من الأفضل والكبرى من الأكبر، فإذا كان ذلك فاللام في العزى ليست زائدة بل هي على حد اللام في الحرث والعباس، قال:
والوجه أن تكون زائدة لأنا لم نسمع في الصفات العزى كما سمعنا فيها الصغرى والكبرى. وفي التنزيل العزيز: أفرأيتم اللات والعزى، جاء في التفسير: أن اللات صنم كان لثقيف، والعزى صنم كان لقريش وبني كنانة، قال الشاعر:
أما ودماء مائرات تخالها، على قنة العزى وبالنسر، عندما ويقال: العزى سمرة كانت لغطفان يعبدونها وكانوا بنوا عليها بيتا وأقاموا لها سدنة فبعث إليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خالد بن الوليد فهدم
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»
الفهرست