لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٣٧٥
أي عزيزة طويلة، وهو مثل قوله تعالى: وهو أهون عليه، وإنما وجه ابن سيده هذا على غير المفاضلة لأن اللام ومن متعاقبتان، وليس قولهم الله أكبر بحجة لأنه مسموع، وقد كثر استعماله، على أن هذا قد وجه على كبير أيضا. وفي التنزيل العزيز: ليخرجن الأعز منها الأذل، وقد قرئ: ليخرجن الأعز منها الأذل أي ليخرجن العزيز منها ذليلا، فأدخل اللام والألف على الحال، وهذا ليس بقوي لأن الحال وما وضع موضعها من المصادر لا يكون معرفة، وقول أبي كبير:
حتى انتهيت إلى فراش عزيزة شعواء، روثة أنفها كالمخصف (* قوله شعواء في القاموس في هذه المادة بدله سوداء.) عنى عقابا، وجعلها عزيزة لامتناعها وسكناها أعالي الجبال. ورجل عزيز: منيع لا يغلب ولا يقهر. وقوله عز وجل: ذق إنك أنت العزيز الكريم، معناه ذق بما كنت تعد في أهل العز والكرم كما قال تعالى في نقيضه: كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون، ومن الأول قول الأعشى:
على أنها، إذ رأتني أقا د، قالت بما قد أراه بصيرا وقال الزجاج: نزلت في أبي جهل، وكان يقول: أنا أعز أهل الوادي وأمنعهم، فقال الله تعالى: ذق إنك أنت العزيز الكريم، معناه ذق هذا العذاب إنك أنت القائل أنا العزيز الكريم. أبو زيد: عز الرجل يعز عزا وعزة إذا قوي بعد ذلة وصار عزيزا.
وأعزه الله وعززت عليه: كرمت عليه. وقوله تعالى: وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أي أن الكتب التي تقدمته لا تبطله ولا يأتي بعده كتاب يبطله، وقيل: هو محفوظ من أن ينقص ما فيه فيأتيه الباطل من بين يديه، أو يزاد فيه فيأتيه الباطل من خلفه، وكلا الوجهين حسن، أي حفظ وعز من أن يلحقه شئ من هذا.
وملك أعز وعزيز بمعنى واحد. وعز عزيز: إما أن يكون على المبالغة، وإما أن يكون بمعنى معز، قال طرفة:
ولو حضرته تغلب ابنة وائل، لكانوا له عزا عزيزا وناصرا وتعزز الرجل: صار عزيزا. وهو يعتز بفلان واعتز به.
وتعزز: تشرف. وعز علي يعز عزا وعزة وعزازة:
كرم، وأعززته: أكرمته وأحببته، وقد ضعف شمر هذه الكلمة على أبي زيد (* قوله على أبي زيد عبارة شرح القاموس: عن أبي زيد.) وعز علي أن تفعل كذا وعز علي ذلك أي حق واشتد. وأعززت بما أصابك: عظم علي. وأعزز علي بذلك أي أعظم ومعناه عظم علي. وفي حديث علي، رضي الله عنه، لما رأى طلحة قتيلا قال:
أعزز علي أبا محمد أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء، يقال:
عز علي يعز أن أراك بحال سيئة أي يشتد ويشق علي. وكلمة شنعاء لأهل الشحر يقولون: بعزي لقد كان كذا وكذا وبعزك، كقولك لعمري ولعمرك. والعزة: الشدة والقوة. يقل: عز يعز، بالفتح، إذا اشتد. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: اخشوشنوا وتمعززوا أي تشددوا في الدين وتصلبوا، من العز القوة والشدة، والميم زائدة، كتمسكن من السكون، وقيل: هو من المعز وهو الشدة، وسيجئ في موضعه.
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»
الفهرست