لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٣٨٢
الأعرابي:
أبهي، إن العنز تمنع ربها من أن يبيت جاره بالحائل أراد يا بهية فرخم، والمعنى أن العنز يتبلغ أهلها بلبنها فتكفيهم الغارة على مال الجار المستجير بأصحابها. وحائل: أرض بعينها، وأدخل عليها الألف واللام للضرورة، ومن أمثال العرب: حتفها تحمل ضأن بأظلافها. ومن أمثالهم في هذا: لا تك كالعنز تبحث عن المدية، يضرب مثلا للجاني على نفسه جناية يكون فيها هلاكه، وأصله أن رجلا كان جائعا بالفلاة فوجد عنزا ولم يجد ما يذبحها به، فبحثت بيديها وأثارت عن مدية فذبحها بها. ومن أمثالهم في الرجلين يتساويان في الشرف قولهم: هما كركبتي العنز، وذلك أن ركبتيها إذا أرادت أن تربض وقعتا معا. فأما قولهم: قبح الله عنزا خيرها خطة فإنه أراد جماعة عنز أو أراد أعنزا فأوقع الواحد موقع الجمع. ومن أمثالهم: كفي فلان يوم العنز، يضرب للرجل يلقى ما يهلكه. وحكي عن ثعلب: يوم كيوم العنز، وذلك إذا قاد حتفا، قال الشاعر:
رأيت ابن ذبيان يزيد رمى به إلى الشام يوم العنز، والله شاغله (* قوله رأيت ابن ذبيان الذي في الأساس: رأيت ابن دينار.) قال المفضل: يريد حتفا كحتف العنز حين بحثت عن مديتها.
والعنز وعنز الماء، جميعا: ضرب من السمك، وهو أيضا طائر من طير الماء. والعنز: الأنثى من الصقور والنسور. والعنز: العقاب، والجمع عنوز. والعنز: الباطل. والعنز: الأكمة السوداء، قال رؤبة:
وإرم أخرس فوق عنز قال الأزهري: سألني أعرابي عن قول رؤبة:
وإرم أعيس فوق عنز فلم أعرفه، وقال: العنز القارة السوداء، والإرم علم يبنى فوقها، وجعله أعيس لأنه بنى من حجارة بيض ليكون أظهر لمن يريد الاهتداء به على الطريق في الفلاة. وكل بناء أصم، فهو أخرس، وأما قول الشاعر: وقاتلت العنز نصف النها ر، ثم تولت مع الصادر فهو اسم قبيلة من هوزان، وقوله:
وكانت بيوم العنز صادت فؤاده العنز: أكمة نزلوا عليها فكان لهم بها حديث. والعنز: صخرة في الماء، والجمع عنوز. والعنز: أرض ذات حزونة ورمل وحجارة أو أثل، وربما سميت الحبارى عنزا، وهي العنزة أيضا والعنز.
والعنزة أيضا: ضرب من السباع بالبادية دقيق الخطم يأخذ البعير من قبل دبره، وهي فيها كالسلوقية، وقلما يرى، وقيل:
هو على قدر ابن عرس يدنو من الناقة وهي باركة ثم يثب فيدخل في حيائها فيندمص فيه حتى يصل إلى الرحم فيجتبذها فتسقط الناقة فتموت، ويزعمون أنه شيطان، قال الأزهري: العنزة عند العرب من جنس الذئاب وهي معروفة، ورأيت بالصمان ناقة مخرت من قبل ذنبها ليلا فأصبحت وهي ممخورة
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»
الفهرست