لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٣٧٦
وعززت القوم وأعززتهم وعززتهم:
قويتهم وشددتهم. وفي التنزيل العزيز: فعززنا بثالث، أي قوينا وشددنا، وقد قرئت: فعززنا بثالث، بالتخفيف، كقولك شددنا، ويقال في هذا المعنى أيضا: رجل عزيز على لفظ ما تقدم، والجمع كالجمع.
وفي التنزيل العزيز: أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين أي أشداء عليهم، قال: وليس هو من عزة النفس. وقال ثعلب: في الكلام الفصيح: إذا عز أخوك فهن، والعرب تقوله، وهو مثل معناه إذا تعظم أخوك شامخا عليك فالتزم له الهوان. قال الأزهري:
المعنى إذا غلبك وقهرك ولم تقاومه فتواضع له، فإن اضطرابك عليه يزيدك ذلا وخبالا. قال أبو إسحق: الذي قاله ثعلب خطأ وإنما الكلام إذا عز أخوك فهن، بكسر الهاء، معناه إذا اشتد عليك فهن له وداره، وهذا من مكارم الأخلاق كما روي عن معاوية، رضي الله عنه، أنه قال:
لو أن بيني وبين الناس شعرة يمدونها وأمدها ما انقطعت، قيل:
وكيف ذلك؟ قال: كنت إذا أرخوها مددت وإذا مدوها أرخيت، فالصحيح في هذا المثل فهن، بالكسر، من قولهم هان يهين إذا صار هينا لينا كقوله:
هينون لينون أيسار ذوو كرم، سواس مكرمة أبناء أطهار ويروى: أيسار. وإذا قال هن، بضم الهاء، كما قاله ثعلب فهو من الهوان، والعرب لا تأمر بذلك لأنهم أعزة أباؤون للضيم، قال ابن سيده: وعندي أن الذي قاله ثعلب صحيح لقول ابن أحمر:
وقارعة من الأيام لولا سبيلهم، لزاحت عنك حينا دببت لها الضراء وقلت: أبقى إذا عز ابن عمك أن تهونا قال سيبويه: وقالوا عز ما أنك ذاهب، كقولك: حقا أنك ذاهب.
وعز الشئ يعز عزا وعزة وعزازة وهو عزيز: قل حتى كاد لا يوجد، وهذا جامع لكل شئ.
والعزز والعزاز: المكان الصلب السريع السيل. وقال ابن شميل:
العزاز ما غلظ من الأرض وأسرع سيل مطره يكون من القيعان والصحاصح وأسناد الجبال والإكام وظهور القفاف، قال العجاج:
من الصفا العاسي ويدعسن الغدر عزازه، ويهتمرن ما انهمر وقال أبو عمرو: في مسايل الوادي أبعدها سيلا الرحبة ثم الشعبة ثم التلعة ثم المذنب ثم العزازة. وفي كتابه، صلى الله عليه وسلم، لوفد همدان: على أن لهم عزازها، العزاز: ما صلب من الأرض واشتد وخشن، وإنما يكون في أطرافها، ومنه حديث الزهري: قال كنت أختلف إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فكنت أخدمه، وذكر جهده في الخدمة فقدرت أني استنظفت ما عنده واستغنيت عنه، فخرج يوما فلم أقم له ولم أظهر من تكرمته ما كنت أظهره من قبل فنظر إلي وقال: إنك بعد في العزاز فقم أي أنت في الأطراف من العلم لم تتوسطه بعد. وفي الحديث: أنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن البول في العزاز لئلا يترشش عليه. وفي حديث الحجاج في صفة الغيث: وأسالت العزاز، وأرض عزاز وعزاء وعزازة ومعزوزة:
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»
الفهرست