والقياس ضربا، ولا يقولونه كما لا يقولون: نكحا، وهو القياس.
وناقة ضارب: ضربها الفحل، على النسب. وناقة تضراب: كضارب، وقال اللحياني: هي التي ضربت، فلم يدر ألاقح هي أم غير لاقح. وفي الحديث: أنه نهى عن ضراب الجمل، هو نزوه على الأنثى، والمراد بالنهي: ما يؤخذ عليه من الأجرة ، لا عن نفس الضراب، وتقديره: نهى عن ثمن ضراب الجمل، كنهيه عن عسيب الفحل أي عن ثمنه.
يقال: ضرب الجمل الناقة يضربها إذا نزا عليها، وأضرب فلان ناقته أي أنزى الفحل عليها.
ومنه الحديث الآخر: ضراب الفحل من السحت أي إنه حرام، وهذا عام في كل فحل.
والضارب: الناقة التي تضرب حالبها. وأتت الناقة على مضربها، بالكسر، أي على زمن ضرابها، والوقت الذي ضربها الفحل فيه. جعلوا الزمان كالمكان.
وقد أضربت الفحل الناقة فضربها، وأضربتها إياه، الأخيرة على السعة. وقد أضرب الرجل الفحل الناقة، فضربها ضرابا.
وضريب الحمض: رديئه وما أكل خيره وبقي شره وأصوله، ويقال: هو ما تكسر منه. والضريب: الصقيع والجليد. وضربت الأرض ضربا وجلدت وصقعت: أصابها الضريب، كما تقول طلت من الطل.
قال أبو حنيفة: ضرب النبات ضربا فهو ضرب: ضربه البرد، فأضر به.
وأضربت السمائم الماء إذا أنشفته حتى تسقيه الأرض.
وأضرب البرد والريح النبات، حتى ضرب ضربا فهو ضرب إذا اشتد عليه القر، وضربه البرد حتى يبس.
وضربت الأرض، وأضربها الضريب، وضرب البقل وجلد وصقع، وأصبحت الأرض جلدة وصقعة وضربة. ويقال للنبات: ضرب ومضرب، وضرب البقل وجلد وصقع، وأضرب الناس وأجلدوا وأصقعوا: كل هذا من الضريب والجليد والصقيع الذي يقع بالأرض. وفي الحديث: ذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة الخضراء، وسط الشجر الذي تحات من الضريب، وهو الأزيز أي البرد والجليد.
أبو زيد: الأرض ضربة إذا أصابها الجليد فأحرق نباتها، وقد ضربت الأرض ضربا، وأضربها الضريب إضرابا. والضرب، بالتحريك: العسل الأبيض الغليظ، يذكر ويؤنث، قال أبو ذؤيب الهذلي في تأنيثه:
وما ضرب بيضاء يأوي مليكها * إلى طنف، أعيا، براق ونازل وخبر ما في قوله:
بأطيب من فيها، إذا جئت طارقا، * وأشهى، إذا نامت كلاب الأسافل يأوي مليكها أي يعسوبها، ويعسوب النحل: أميره، والطنف: حيد يندر من الجبل، قد أعيا بمن يرقى ومن ينزل. وقوله: كلاب الأسافل: يريد أسافل الحي، لأن مواشيهم لا تبيت معهم فرعاتها، وأصحابها لا ينامون إلا آخر من ينام، لاشتغالهم بحلبها.