ولا في نعت الدمع، والبيت، الذي احتج به الليث، مصنوع لا حجة به. وبيت عبيد يدل على أن الهيدب من نعت السحاب، وهو قوله:
دان مسف فويق الأرض هيدبه والهيدب والهدب من الرجال: العيي الثقيل، وقيل: الأحمق، وقيل: الهيدب الضعيف. الأزهري: الهيدب العبام من الأقوام، الفدم الثقيل، وأنشد لأوس بن حجر شاهدا على العبام العيي الثقيل:
وشبه الهيدب العبام من * الأقوام، سقبا مجللا فرعا قال: الهيدب من الرجال الجافي الثقيل، الكثير الشعر، وقيل:
الهيدب الذي عليه أهداب تذبذب من بجاد أو غيره، كأنها هيدب من سحاب.
والهيدبى: ضرب من مشي الخيل.
والهدبة والهدبة، الأخيرة عن كراع: طويئر أغبر يشبه الهامة، إلا أنه أصغر منها. وهدبة: اسم رجل. وابن الهيدبى: من شعراء العرب.
وهيدب: فرس عبد عمرو بن راشد.
وهندب، وهندبا، وهندباة: بقلة، وقال أبو زيد: الهندبا، بكسر الدال، يمد ويقصر.
* هذب: التهذيب: كالتنقية. هذب الشئ يهذبه هذبا، وهذبه: نقاه وأخلصه، وقيل: أصلحه. وقال أبو حنيفة: التهذيب في القدح العمل الثاني، والتشذيب الأول، وهو مذكور في موضعه. والمهذب من الرجال: المخلص النقي من العيوب، ورجل مهذب أي مطهر الأخلاق.
وأصل التهذيب: تنقية الحنظل من شحمه، ومعالجة حبه، حتى تذهب مرارته، ويطيب لآكله، ومنه قول أوس:
ألم تريا، إذ جئتما، أن لحمها * به طعم شري، لم يهذب، وحنظل ويقال: ما في مودته هذب أي صفاء وخلوص، قال الكميت:
معدنك الجوهر المهذب، ذو * الإبريز، بخ ما فوق ذا هذب وهذب النخلة: نقى عنها الليف. وهذب الشئ يهذب هذبا: سال، وقول ذي الرمة:
ديار عفتها، بعدنا، كل ديمة * درور، وأخرى، تهذب الماء، ساجر قال الأزهري: يقال أهذبت السحابة مائها إذا أسألته بسرعة.
والإهذاب والتهذيب: الإسراع في الطيران، والعدو، والكلام، قال امرؤ القيس:
وللزجر منه وقع أخرج مهذب وأهذب الإنسان في مشيه، والفرس في عدوه، والطائر في طيرانه: أسرع، وقول أبي العيال:
ويحمله حميم أر * يحي، صادق هذب هو على النسب أي ذو هذب، وقد قيل فيه: هذب وأهذب وهذب، كل ذلك من الإسراع. وفي حديث سرية عبد الله بن جحش: إني أخشى عليكم الطلب، فهذبوا أي أسرعوا السير، والاسم: الهيذبى: وقال ابن الأنباري:
الهيذبى أن يعدو في شق، وأنشد:
مشى الهيذبى في دفه ثم فرفرا ورواه بعضهم: مشى الهربذا، وهو بمنزلة الهيذبى.