له (1) (1 قوله إذا أتاه الوحي كرب له كذا ضبط بالبناء للمجهول بنسخ النهاية ويعينه ما بعده ولم يتنبه الشارح له فقال: وكرب كسمع أصابه الكرب ومنه الحديث إلخ مغترا بضبط شكل محرف في بعض الأصول فجعله أصلا برأسه وليس بالمنقول) أي أصابه الكرب، فهو مكروب. والذي كربه كارب.
وكرب الأمر يكرب كروبا: دنا. يقال كربت حياة النار أي قرب انطفاؤها، قال عبد القيس بن خفاف البرجمي (2) (2 قوله قال عبد القيس إلخ كذا في التهذيب. والذي في المحكم قال خفاف بن عبد القيس البرجمي.):
أبني! إن أباك كارب يومه، * فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل أوصيك إيصاء امرئ، لك، ناصح، * طبن بريب الدهر غير مغفل الله فاتقه، وأوف بنذره، * وإذا حلفت مباريا فتحلل والضيف أكرمه، فإن مبيته * حق، ولا تك لعنة للنزل واعلم بأن الضيف مخبر أهله * بمبيت ليلته، وإن يسأل وصل المواصل ما صفا لك وده، * واجذذ حبال الخائن المتبذل واحذر محل السوء، لا تحلل به، * وإذا نبا بك منزل فتحول واستأن حلمك في أمورك كلها * وإذا عزمت على الهوى فتوكل واستغن، ما أغناك ربك، بالغنى، * وإذا تصبك خصاصة فتجمل وإذا افتقرت، فلا ترى متخشعا * ترجو الفواضل عند غير المفضل وإذا تشاجر في فؤادك، مرة، * أمران، فاعمد للأعف الأجمل وإذا هممت بأمر سوء فاتئد، * وإذا هممت بأمر خير فاعجل وإذا رأيت الباهشين إلى الندى * غبرا أكفهم بقاع ممحل فأعنهم وأيسر بما يسروا به، * وإذا هم نزلوا بضنك، فانزل ويروى: فأبشر بما بشروا به، وهو مذكور في الترجمتين.
وكل شئ دنا: فقد كرب. وقد كرب أن يكون، وكرب يكون، وهو، عند سيبويه، أحد الأفعال التي لا يستعمل اسم الفاعل منها موضع الفعل الذي هو خبرها، لا تقول كرب كائنا، وكرب أن يفعل كذا أي كاد يفعل، وكربت الشمس للمغيب: دنت، وكربت الشمس: دنت للغروب، وكربت الجارية أن تدرك.
وفي الحديث: فإذا استغنى أو كرب استعف، قال أبو عبيد: كرب أي دنا من ذلك وقرب.
وكل دان قريب، فهو كارب. وفي حديث رقيقة: أيفع الغلام أو كرب أي قارب الإيفاع.
وكراب المكوك وغيره من الآنية: دون الجمام. وإناء كربان إذا كرب أن يمتلئ، وجمجمة كربى، والجمع كربى وكراب، وزعم يعقوب أن كاف كربان بدل من قاف قربان، قال ابن سيده: وليس بشئ.