لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٣١١
بالآباء فجعل المال بمنزلة شرف النفس أو الآباء، والمعنى أن الفقير ذا الحسب لا يوقر، ولا يحتفل به، والغني الذي لا حسب له، يوقر ويجل في العيون. وفي الحديث: حسب الرجل خلقه، وكرمه دينه . والحديث الآخر: حسب الرجل نقاء ثوبيه أي إنه يوقر لذلك، حيث هو دليل الثروة والجدة. وفي الحديث: تنكح المرأة لمالها وحسبها وميسمها ودينها، فعليك بذات الدين، تربت يداك، قال ابن الأثير: قيل الحسب ههنا: الفعال الحسن. قال الأزهري: والفقهاء يحتاجون إلى معرفة الحسب، لأنه مما يعتبر به مهر مثل المرأة، إذا عقد النكاح على مهر فاسد، قال: وقال شمر في كتابه المؤلف في غريب الحديث: الحسب الفعال الحسن له ولآبائه، مأخوذ من الحساب إذا حسبوا مناقبهم، وقال المتلمس:
ومن كان ذا نسب كريم، ولم يكن * له حسب، كان اللئيم المذمما ففرق بين الحسب والنسب، فجعل النسب عدد الآباء والأمهات، إلى حيث انتهى. والحسب: الفعال، مثل الشجاعة والجود، وحسن الخلق والوفاء قال الأزهري: وهذا الذي قاله شمر صحيح، وإنما سميت مساعي الرجل ومآثر آبائه حسبا، لأنهم كانوا إذا تفاخروا عد المفاخر منهم مناقبه ومآثر آبائه وحسبها، فالحسب: العد والإحصاء، والحسب ما عد، وكذلك العد، مصدر عد يعد، والمعدود عدد. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أنه قال: حسب المرء دينه، ومروءته خلقه، وأصله عقله.
وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه، ورجل شريف ورجل ماجد: له آباء متقدمون في الشرف، ورجل حسيب، ورجل كريم بنفسه. قال الأزهري: أراد أن الحسب يحصل للرجل بكرم أخلاقه، وإن لم يكن له نسب، وإذا كان حسيب الآباء، فهو أكرم له. وفي حديث وفد هوازن: قال لهم: اختاروا إحدى الطائفتين: إما المال، وإما السبي. فقالوا: أما إذ خيرتنا بين المال والحسب، فإنا نختار الحسب، فاختاروا أبناءهم ونساءهم، أرادوا أن فكاك الأسرى وإيثاره على استرجاع المال حسب وفعال حسن، فهو بالاختيار أجدر، وقيل: المراد بالحسب ههنا عدد ذوي القرابات، مأخوذ من الحساب، وذلك أنهم إذا تفاخروا عدوا مناقبهم ومآثرهم، فالحسب العد والمعدود ، والحسب والحسب قدر الشئ، كقولك: الأجر بحسب ما عملت وحسبه أي قدره، وكقولك: على حسب ما أسديت إلي شكري لك، تقول أشكرك على حسب بلائك عندي أي على قدر ذلك.
وحسب، مجزوم: بمعنى كفى، قال سيبويه: وأما حسب، فمعناها الاكتفاء.
وحسبك درهم أي كفاك، وهو اسم، وتقول: حسبك ذلك أي كفاك ذلك، وأنشد ابن السكيت:
ولم يكن ملك للقوم ينزلهم، * إلا صلاصل لا تلوى على حسب وقوله: لا تلوى على حسب، أي يقسم بينهم بالسوية، لا يؤثر به أحد، وقيل: لا تلوى
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805