لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٣١٥
بلايا الله، التي يثاب على الصبر عليها، واحتسب بكذا أجرا عند الله، والجمع الحسب.
وفي الحديث: من صام رمضان إيمانا واحتسابا، أي طلبا لوجه الله تعالى وثوابه. والاحتساب من الحسب: كالاعتداد من العد، وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله: احتسبه، لأن له حينئذ أن يعتد عمله، فجعل في حال مباشرة الفعل، كأنه معتد به.
والحسبة: اسم من الاحتساب كالعدة من الاعتداد. والاحتساب في الأعمال الصالحات وعند المكروهات: هو البدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر ، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها، طلبا للثواب المرجو منها. وفي حديث عمر: أيها الناس، احتسبوا أعمالكم، فإن من احتسب عمله، كتب له أجر عمله وأجر حسبته.
وحسب الشئ كائنا يحسبه ويحسبه، والكسر أجود اللغتين (1) (1 قوله والكسر أجود اللغتين هي عبارة التهذيب.)، حسبانا ومحسبة ومحسبة : ظنه، ومحسبة: مصدر نادر، وإنما هو نادر عندي على من قال يحسب ففتح، وأما على من قال يحسب فكسر فليس بنادر. وفي الصحاح: ويقال: أحسبه بالكسر، وهو شاذ لأن كل فعل كان ماضيه مكسورا، فإن مستقبله يأتي مفتوح العين، نحو علم يعلم ، إلا أربعة أحرف جاءت نوادر: حسب يحسب، ويبس ييبس، ويئس ييئس، ونعم ينعم، فإنها جاءت من السالم، بالكسر والفتح. ومن المعتل ما جاء ماضيه ومستقبله جميعا بالكسر: ومق يمق، ووفق يفق، ووثق يثق، وورع يرع، وورم يرم، وورث يرث، ووري الزند يري، وولي يلي. وقرئ قوله تعالى: لا تحسبن ولا تحسبن، وقوله: أم حسبت أن أصحاب الكهف، الخطاب للنبي، صلى الله عليه وسلم، والمراد الأمة. وروى الأزهري عن جابر بن عبد الله: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قرأ: يحسب أن ماله أخلده. معنى أخلده أي يخلده، ومثله: ونادى أصحاب النار، أي ينادي، وقال الحطيئة:
شهد الحطيئة، حين يلقى، ربه * أن الوليد أحق بالعذر يريد: يشهد حين يلقى ربه.
وقولهم: حسيبك الله أي انتقم الله منك.
والحسبان، بالضم: العذاب والبلاء. وفي حديث يحيى بن يعمر:
كان، إذا هبت الريح، يقول: لا تجعلها حسبانا أي عذابا.
وقوله تعالى: أو يرسل عليها حسبانا من السماء، يعني نارا.
والحسبان أيضا: الجراد والعجاج. قال أبو زياد: الحسبان شر وبلاء، والحسبان: سهام صغار يرمى بها عن القسي الفارسية، واحدتها حسبانة.
قال ابن دريد: هو مولد. وقال ابن شميل:
الحسبان سهام يرمي بها الرجل في جوف قصبة، ينزع في القوس ثم يرمي بعشرين منها فلا تمر بشئ إلا عقرته، من صاحب سلاح وغيره، فإذا نزع في القصبة خرجت الحسبان، كأنها غبية مطر، فتفرقت في الناس، واحدتها حسبانة. وقال ثعلب:
الحسبان: المرامي، واحدتها حسبانة، والمرامي: مثل المسال دقيقة، فيها شئ من طول لا حروف لها. قال: والقدح بالحديدة
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805