لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٢٨٤
الأخيرة عن ابن جني، ولا تكون مصدرا لأن المفعلة، عند سيبويه، ليست من أبنية المصادر، ولا تكون من باب المفعول لأن فعلها مزيد. وفي أمثال العرب:
أساء سمعا فأساء جابة. قال: هكذا يتكلم به لأن الأمثال تحكى على موضوعاتها.
وأصل هذا المثل، على ما ذكر الزبير ابن بكار، أنه كان لسهل بن عمرو ابن مضعوف ، فقال له إنسان: أين أمك أي أين قصدك؟ فظن أنه يقول له: أين أمك، فقال:
ذهبت تشتري دقيقا، فقال أبوه: أساء سمعا فأساء جابة. وقال كراع: الجابة مصدر كالإجابة. قال أبو الهيثم: جابة اسم يقوم مقام المصدر، وإنه لحسن الجيبة، بالكسر، أي الجواب.
قال سيبويه: أجاب من الأفعال التي استغني فيها بما أفعل فعله، وهو أفعل فعلا، عما أفعله، وعن هو أفعل منك، فيقولون: ما أجود جوابه، وهو أجود جوابا، ولا يقال: ما أجوبه، ولا هو أجوب منك، وكذلك يقولون: أجود بجوابه، ولا يقال: أجوب به. وأما ما جاء في حديث ابن عمر أن رجلا قال: يا رسول الله أي الليل أجوب دعوة؟ قال: جوف الليل الغابر، فسره شمر، فقال: أجوب من الإجابة أي أسرعه إجابة، كما يقال أطوع من الطاعة. وقياس هذا أن يكون من جاب لا من أجاب. وفي المحكم عن شمر، أنه فسره ، فقال: أجوب أسرع إجابة. قال: وهو عندي من باب أعطى لفارهة، وأرسلنا الرياح لواقح. وما جاء مثله، وهذا على المجاز، لأن الإجابة ليست لليل إنما هي لله تعالى فيه، فمعناه: أي الليل الله أسرع إجابة فيه منه في غيره، وما زاد على الفعل الثلاثي لا يبنى منه أفعل من كذا، إلا في أحرف جاءت شاذة. وحكى الزمخشري قال: كأنه في التقدير من جابت الدعوة بوزن فعلت، بالضم، كطالت، أي صارت مستجابة، كقولهم في فقير وشديد كأنهما من فقر وشدد، وليس ذلك بمستعمل. ويجوز أن يكون من جبت الأرض إذ قطعتها بالسير، على معنى أمضى دعوة وأنفذ إلى مظان الإجابة والقبول. وقال غيره: الأصل جاب يجوب مثل طاع يطوع. قال الفراء قيل لأعرابي: يا مصاب. فقال: أنت أصوب مني. قال: والأصل الإصابة من صاب يصوب إذا قصد، وانجابت الناقة: مدت عنقها للحلب، قال: وأراه من هذا كأنها أجابت حالبها، على أنا لم نجد انفعل من أجاب. قال أبو سعيد قال لي أبو عمرو بن العلاء: اكتب لي الهمز، فكتبته له فقال لي:
سل عن انجابت الناقة أمهموز أم لا؟ فسألت، فلم أجده مهموزا.
والمجاوبة والتجارب: التحاور.
وتجاوب القوم: جاوب بعضهم بعضا، واستعمله بعض الشعراء في الطير، فقال جحدر: ومما زادني، فاهتجت شوقا، * غناء حمامتين تجاوبان (1) (1 قوله غناء في بعض نسخ المحكم أيضا بكاء.) تجاوبتا بلحن أعجمي، * على غصنين من غرب وبان واستعمله بعضهم في الإبل والخيل، فقال:
تنادوا بأعلى سحرة، وتجاوبت * هوادر، في حافاتهم، وصهيل
(٢٨٤)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)، البكاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805