نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ١٠٠
إنه ليعلم وكل من له إلمام بالتاريخ ولو يسيرا، أن قريشا أهل حضارة وسعة من الثراء، ومن أوسعهم أبو سفيان، فلم يعتادو الحفا كسكان البادية، فمعاوية إذن ربيب الترف والنعمة، فكيف استطاع السير مع (وائل بن حجر الكندي) إلى حضرموت راجلا حافيا في حمارة القيظ مسيرة سبعة أيام أو ثمانية؟!
أين عنه ثروة أبي سفيان؟ أما كان عنده بعير واحد يركبه معاوية؟!
وهب أن فعله الخير بعد إسلامه ذهب بثروته، فقد ذكر المؤرخون كافة، ومنهم الدكتور صفحة 407 من الطبعة الأولى أن رسول الله (ص) أعطى أبا سفيان من غنيمة هوازن مائة من الإبل، وأعطى ابنه معاوية مثلها.. فأين ذهبت المائتان، فلم يبق منها ولا بعير واحد للركوب، ولم يأت عليها من الزمن ما يذهب بها؟! فقد كان بين هذا الوفد وبين غنيمة هوازن ما لا يزيد على سنة.. إن هذا لغريب!
ولئن سلمنا جدلا، فأين ابن عمه عثمان أغنى الصحابة وأرأفهم بأهل بيته، لم يأنف لهذا الشاب المترف النبيل يسير في ركاب هذا الكندس راجلا حافيا كبعض عبيده؟!
ودع كل هذا، فأين رسول الله (ص) ملك الجزيرة، تجبى اليه صدقاتها وخراجها، وهو أكرم الخلق وأرأفهم.. أما كان عنده من إبل الصدقة، ما يحمل عليه معاوية؟!
ولئن جاز ذلك فكان عليه أن يركبه ناقته! وخل عنك حمله، فقد كان عليه أن يشترى له نعلا يقيه حمارة القيظ، أو أن يعطيه نعله.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 » »»
الفهرست