(قال السيد عبد الحسين نور الدين العاملي):
أي شئ عمل الدكتور حين أقر لخصمه بصحة هذه النسبة؟! أليس قد أمكنه من مقاتله؟! أين ذهبت عنه فتنة السامية وذكاؤه المتوقد، وها هو وافق خصمه على الريب في سلامة القرآن من التحريف! إذ يقول له الخصم إن هؤلاء الشيعة وهم نصف المسلمين وتآليفهم في سائر فنون العلم تشهد بفضلهم وثقافتهم.. وهم يستقون علمهم من نبعة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، والذين أجمع المسلمون على فضلهم ووجوب مودتهم.. فكيف يحصل الإيمان بعد هذا بأن ما هو بأيدي الناس هو المنزل من الله؟!
وأي قيمة بعد هذا لقوله في رد شبهة الخصم: (لكن العقل لا يسوغ مثل هذا الزعم، فلم يكن نجم خلاف بين الأمويين والعلويين)!
يظن الدكتور أن أعداء القرآن من المبشرين لم يقرؤوا تاريخ الإسلام، ولا يعرفون أن الخلاف قد نجم بين العلويين والأمويين قبل عقد الخلافة لعثمان.. ذلك لما اجتمع الستة الذين رشحههم عمر للخلافة بعد موته يتفاوضون فيمن ينتخبونه منهم... فقام علي عليه السلام يذكرهم بما له من الفضائل التي توجب انتخابه فأبوا عليه! وقام طلحة فقال نصيبي من هذا الأمر لعثمان! وقام الزبير فقال نصيبي منه لعلي! وقام سعد فقال نصيبي منه لعبد الرحمن! وقال عبد الرحمن لعلي وعثمان: أيكما يطيب نفسا بإسقاط حقه، ونجعل له تعيين من شاء للخلافة؟ فأبيا عليه، فقال عبد الرحمن أنا أسقط حقي على أن تجعلا لي تعيين من شئت منكما!