منهم بوقوع النقصان فيه فقوله مردود غير مقبول عندهم، قال الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه الذي هو من أعظم علماء الامامية الاثني عشرية في رسالته الاعتقادية: (إعتقادنا في القرآن أنه القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس. ومن نسب الينا غيره فهو كاذب). انتهى.
وفي تفسير مجمع البيان الذي هو تفسير معتبر عند الشيعة ذكر السيد الأجل المرتضى علم الهدى ذو المجد أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي: إن القرآن كان على عهد رسول الله مجموعا مؤلفا على ما هو الآن، واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمن، حتى عرف جماعة من الصحابة بحفظهم، وأنه كان يعرض على النبي ويتلى عليه، وأن جماعة من الصحابة كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على عهد النبي عدة ختمات، وكل ذلك بأدنى تأمل يدل على أنه كان مجموعا مرتبا، غير منشور ولا مبثوث.
وذكر أن من خالف من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم، فإن الخلاف مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارا ضعيفة ظنوا صحتها، لا يرجع بمثلها عن العلم المقطوع على صحته).
وقال السيد المرتضى أيضا: (إن العلم بصحة القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام المشهورة وأشعار العرب المسطورة، فإن العناية اشتدت والدواعي توفرت على نقله، لأن القرآن معجز النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في