ويبدو أن الشعر وإنشاء الكلام الموزون والمقفى والمسجع كان صفة غالبة لدى الإمام علي (عليه السلام) إلى درجة أنه أصبح يعرف بها، بحيث إن بطلة كربلاء " زينب الكبرى " بعدما ألقت كلمتها المشهورة في الكوفة بعد واقعة كربلاء جعلت عبيد الله بن زياد يقول:
هذه سجاعة! ولعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا (1).
ذكر الشريف الرضي أن الإمام عليا (عليه السلام) لما سئل: من أشعر الشعراء؟ قال:
" إن القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها، فإن كان ولابد فالملك الضليل " (2).
وبين الشريف الرضي المراد من هذا الكلام بقوله: يريد امرأ القيس (3).
وفي هذا السياق استند الأديب والكاتب المصري المعروف الأستاذ عباس محمود العقاد إلى هذا الخبر وإلى غيره من الأخبار قائلا في هذا المعنى:
" وعندنا أنه (عليه السلام) كان ينظم الشعر ويحسن النظر فيه، وكان نقده للشعراء نقد عليم بصير، يعرف اختلاف مذاهب القول، واختلاف وجوه المقابلة والتفضيل على حسب المذاهب. ومن بصره بوجوه المقابلة بينهم أنه سئل: من أشعر الناس (4)؟ قال: إن القوم لم يجروا في حلقة تعرف الغاية عند قصبتها، فإن كان