مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٩٠
الظفر لفقد حملة الكتاب وحماة الأصحاب وقد خلفوا للسبط مفترشا للتراب بعيدا من الأحباب بقفرة بهماء وتنوفة شوهاء لا سمير لمناجيها ولا سفير لمفاجيها وأعينهم باكية ليتم البقية الزاكية فأسفت إلا أكون رائد اقدامهم ورافد خدى لموطئ اقدامهم وقلت هذه الأبيات بلسان حالي ولسان حالهم ولما وردنا ماء يثرب بعدما * اسلنا على السبط الشهيد المدامعا ومدت لما نلقاه من ألم الجوى * رقاب المطايا واستكانت خواضعا وجرع كأس الموت بالطف أنفسا * كراما وكانت للرسول ودايعا وبدل سعد الشم من آل هاشم * بنحس فكانوا كالبدور طوالعا وقفنا على الاطلال نندب أهلها * أسى وتبكى الخاليات البلاقعا فلما وصل زين العابدين (ع) إلى المدينة نزل وضرب فسطاطه وانزل نساءه وأرسل بشير بن حذلم لاشعار أهل المدينة بإيابه مع أهله وأصحابه فدخل وقال يا أهل يثرب لا مقام لكم بها * قتل الحسين فأدمعي مدرار الجسم منه بكربلاء مضرج * والرأس منه على القناة تدار ثم قال هذا علي بن الحسين عليهما السلام قد نزل بساحتكم وحل بعقوتكم وانا رسوله أعرفكم مكانه فلم يبق في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزت وهن بين باكية ونائحة ولاطمة فلم ير يوم أمر على أهل المدينة منه وخرج الناس إلى لقائه واخذوا المواضع والطرق قال بشير فعدت
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 » »»
الفهرست