موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١٠ - الصفحة ٢٤٢
جداول نعيمها، والتفت الملة بهم في عوائد بركتها، فأصبحوا في نعمتها غرقين، وفي خضرة عيشها فكهين. قد تربعت الامور بهم في ظل سلطان قاهر، وآوتهم الحال إلى كنف عز غالب. وتعطفت الامور عليهم في ذرى ملك ثابت. فهم حكام على العالمين، وملوك في أطراف الأرضين. يملكون الامور على من كان يملكها عليهم. ويمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم. لا تغمز لهم قناة، ولا تقرع لهم صفاة (1).
ألا وإنكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة. وثلمتم حصن الله المضروب عليكم بأحكام الجاهلية. فإن الله سبحانه قد امتن على جماعة هذه الامة - فيما عقد بينهم من حبل هذه الالفة التي ينتقلون في ظلها، ويأوون إلى كنفها - بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة؛ لأنها أرجح من كل ثمن، وأجل من كل خطر (2).

(١) الصفاة: الصخرة والحجر الأملس. والكلام هنا تميل؛ أي لا ينالهم أحد بسوء (النهاية: ٣ / ٤١).
(٢) نهج البلاغة: الخطبة ١٩٢، بحار الأنوار: ١٤ / 472 / 37.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست