المغتلمة (1) للضراب. أحيلك من ذلك على معاينة، لا كمن يحيل على ضعيف إسناده. ولو كان كزعم من يزعم أنه يلقح بدمعة تسفحها مدامعه، فتقف في ضفتي جفونه، وأن أنثاه تطعم ذلك، ثم تبيض لا من لقاح فحل سوى الدمع المنبجس، لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغراب! تخال قصبه مداري من فضة، وما انبت عليها من عجيب داراته وشموسه خالص العقيان (2) وفلذ الزبرجد.
فإن شبهته بما أنبتت الأرض قلت: جنى جني من زهرة كل ربيع. وإن ضاهيته بالملابس فهو كموشي الحلل، أو كمونق عصب اليمن. وإن شاكلته بالحلي فهو كفصوص ذات ألوان، قد نطقت باللجين (3) المكلل.
يمشي مشي المرح المختال، ويتصفح ذنبه وجناحيه، فيقهقه ضاحكا لجمال سرباله وأصابيغ وشاحه، فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا (4) معولا بصوت يكاد يبين عن استغاثته، ويشهد بصادق توجعه؛ لأن قوائمه حمش (5) كقوائم الديكة الخلاسية (6)، وقد نجمت من ظنبوب (7) ساقه صيصية خفية، وله في موضع العرف قنزعة (8) خضراء موشاة. ومخرج عنقه كالإبريق، ومغرزها إلى حيث بطنه