حدث، موجود لا عن عدم مع كل شيء لا بمقارنة، وغير كل شيء لا بمزايلة.
فاعل لا بمعنى الحركات والآلة، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه، متوحد إذ لا سكن يستأنس به ولا يستوحش لفقده (1).
5337 - عنه (عليه السلام) - في الحث على معرفته تعالى والتوحيد له -: أول عبادة الله معرفته، وأصل معرفته توحيده، ونظام توحيده نفي التشبيه عنه، جل عن أن تحله الصفات لشهادة العقول: أن كل من حلته الصفات مصنوع، وشهادة العقول:
أنه جل جلاله صانع ليس بمصنوع، بصنع الله يستدل عليه، وبالعقول تعتقد معرفته، وبالنظر تثبت حجته، جعل الخلق دليلا عليه، فكشف به عن ربوبيته، هو الواحد الفرد في أزليته، لا شريك له في إلهيته، ولا ند له في ربوبيته، بمضادته بين الأشياء المتضادة علم أن لا ضد له، وبمقارنته بين الامور المقترنة علم أن لا قرين له (2).
5338 - عنه (عليه السلام): ما وحده من كيفه، ولا حقيقته أصاب من مثله، ولا إياه عنى من شبهه، ولا صمده من أشار إليه وتوهمه. كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول. فاعل لا باضطراب آلة، مقدر لا بجول فكرة، غني لا باستفادة.
لا تصحبه الأوقات، ولا ترفده الأدوات.
سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله. بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، وبمضادته بين الامور عرف أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأشياء