4207 - عنه (عليه السلام): حدثني محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: لما تجهز الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة أتاه ابن عباس، فناشده الله والرحم أن يكون هو المقتول بالطف، فقال: [أنا أعرف] (1) بمصرعي منك، وما وكدي من الدنيا إلا فراقها.
ألا أخبرك يا بن عباس بحديث أمير المؤمنين (عليه السلام) والدنيا؟ فقال له: بلى، لعمري إني لأحب أن تحدثني بأمرها.
فقال أبي: قال علي بن الحسين (عليه السلام): سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: حدثني أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: إني كنت بفدك في بعض حيطانها، وقد صارت لفاطمة (عليها السلام) - قال: - فإذا أنا بامرأة قد قحمت علي وفي يدي مسحاة وأنا أعمل بها، فلما نظرت إليها طار قلبي مما تداخلني من جمالها، فشبهتها ببثينة بنت عامر الجمحي - وكانت من أجمل نساء قريش -. فقالت: يا بن أبي طالب، هل لك أن تتزوج بي فأغنيك عن هذه المسحاة، وأدلك على خزائن الأرض، فيكون لك الملك ما بقيت ولعقبك من بعدك؟ فقال لها علي (عليه السلام): من أنت حتى أخطبك من أهلك؟ فقالت: أنا الدنيا. قال لها: فارجعي واطلبي زوجا غيري، وأقبلت على مسحاتي، وأنشأت أقول:
لقد خاب من غرته دنيا دنية * وما هي إن غرت قرونا بنائل أتتنا على زي العزيز بثينة * وزينتها في مثل تلك الشمائل فقلت لها غري سواي فإنني * عزوف عن الدنيا ولست بجاهل وما أنا والدنيا فإن محمدا * أحل صريعا بين تلك الجنادل وهبها أتتني بالكنوز ودرها * وأموال قارون وملك القبائل