(١) المجادلة: ١٢ و ١٣.
(٢) قال العلامة الطباطبائي: قوله: (ذ لك خير لكم وأطهر) تعليل للتشريع نظير قوله: (وأن تصوموا خير لكم) (البقرة: ١٨٤)، ولا شك أن المراد بكونها خيرا لهم وأطهر أنها خير لنفوسهم وأطهر لقلوبهم، ولعل الوجه في ذلك أن الأغنياء منهم كانوا يكثرون من مناجاة النبي (صلى الله عليه وآله) يظهرون بذلك نوعا من التقرب إليه والاختصاص به، وكان الفقراء منهم يحزنون بذلك وينكسر قلوبهم فأمروا أن يتصدقوا بين يدي نجواهم على فقرائهم بما فيها من ارتباط النفوس وإثارة الرحمة والشفقة والمودة وصلة القلوب بزوال الغيظ والحنق...
وقوله: (فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم) أي فإن لم تجدوا شيئا تتصدقون به فلا يجب عليكم تقديمها، وقد رخص الله لكم في نجواه وعفى عنكم إنه غفور رحيم، فقوله: (فإن الله غفور رحيم) من وضع السبب موضع المسبب. وفيه دلالة على رفع الوجوب عن المعدمين كما أنه قرينة على إرادة الوجوب في قوله: (فقدموا...) ووجوبه على الموسرين.
قوله تعالى: (ءأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقت...) الآية ناسخة لحكم الصدقة المذكور في الآية السابقة، وفيه عتاب شديد لصحابة النبي (صلى الله عليه وآله) والمؤمنين حيث إنهم تركوا مناجاته (صلى الله عليه وآله) خوفا من بذل المال بالصدقة فلم يناجه أحد منهم إلا علي (عليه السلام) فإنه ناجاه عشر نجوات، كلما ناجاه قدم بين يدي نجواه صدقة ثم نزلت الآية ونسخت الحكم (الميزان في تفسير القرآن: ١٩ / 189).