يدري (2) عهدا عهده إلي ربي وأمرني أن أبلغكموه.
ثم قال: هل سمعتم - ثلاث مرات يقولها -؟ فقال قائل: قد سمعنا يا رسول الله (1).
771 - شواهد التنزيل عن زياد بن المنذر: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي وهو يحدث الناس، إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الأعشى - كان يروي عن الحسن البصري - فقال له: يا بن رسول الله، جعلني الله فداك، إن الحسن يخبرنا أن هذه الآية نزلت بسبب رجل، ولا يخبرنا من الرجل: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)!!
فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر به، ولكنه يخاف. إن جبرئيل هبط على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم، فدلهم عليها. ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على زكاتهم، فدلهم عليها. ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صيامهم، فدلهم. ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على حجهم، ففعل.
ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على وليهم - على مثل ما دللتهم عليه؛ من صلاتهم، وزكاتهم، وصيامهم، وحجهم - ليلزمهم الحجة في جميع ذلك. فقال رسول الله: يا رب، إن قومي قريبو عهد بالجاهلية، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليهم، وإني أخاف!! فأنزل الله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)؛ يريد فما بلغتها