موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٢ - الصفحة ٢٥٢
صحاريين (1)؛ إزار ورداء، وذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة، وأخرج معه نساءه كلهن في الهوادج، وسار معه أهل بيته، وعامة المهاجرين والأنصار، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس.
وعند خروجه (صلى الله عليه وآله) أصاب الناس بالمدينة جدري - بضم الجيم وفتح الدال، وبفتحهما - أو حصبة (2) منعت كثيرا من الناس من الحج معه (صلى الله عليه وآله)، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلا الله تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون ألفا، ويقال: مائة ألف وأربعة عشر ألفا، وقيل: مائة ألف وعشرون ألفا، وقيل: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، ويقال: أكثر من ذلك، وهذه عدة من خرج معه.
وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك؛ كالمقيمين بمكة، والذين أتوا من اليمن مع علي أمير المؤمنين وأبي موسى.
أصبح (صلى الله عليه وآله) يوم الأحد بملل (3)، ثم راح فتعشى بشرف السيالة (4)، وصلى هناك المغرب والعشاء، ثم صلى الصبح بعرق الظبية، ثم نزل الروحاء (5)، ثم سار من

(١) صحار: قرية باليمن نسب الثوب إليها، وقيل: هو من الصحرة؛ وهي حمرة خفية كالغبرة؛ يقال:
ثوب أصحر وصحاري (النهاية: ٣ / ١٢).
(٢) الجدري والحصبة: هما بثر يظهر في الجلد (النهاية: ١ / ٣٩٤).
(٣) في المصدر: " بيلملم " وهو خطأ، ونقل عن عائشة: أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الأحد بملل على ليلة من المدينة، ثم راح فتعشى بشرف السيالة وصلى الصبح بعرق الظبية (معجم البلدان: ٣ / ٣٣٦، تاج العروس: ١١ / ٦٣٢).
(٤) شرف السيالة: موضع بين ملل والروحاء (معجم البلدان: ٣ / ٣٣٦).
(٥) الروحاء: موضع بين مكة والمدينة على ثلاثين أو أربعين ميلا عن المدينة. وسميت الروحاء لانفتاحها ورواحها (راجع معجم البلدان: ٣ / 76).
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست