قال: فقال سعد: هذه أم سلمة تشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقاموا جميعا فدخلوا على أم سلمة، فقالوا: يا أم المؤمنين، إن الأكاذيب قد كثرت على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذا سعد يذكر عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما لم نسمعه: أنه قال - يعني لعلي -: أنت مع الحق والحق معك حيثما دار.
فقالت أم سلمة: في بيتي هذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي.
قال: فقال معاوية لسعد: يا أبا إسحاق، ما كنت ألوم الآن إذ سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجلست عن علي، لو سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكنت خادما لعلي حتى أموت (1).
731 - المناقب للخوارزمي عن الأصبغ بن نباتة: لما أن أصيب زيد بن صوحان يوم الجمل، أتاه علي وبه رمق، فوقف عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فهو لما به فقال: رحمك الله يا زيد، فوالله ما عرفناك إلا خفيف المؤنة، كثير المعونة.
قال: فرفع إليه رأسه فقال: وأنت يرحمك الله، فوالله ما عرفتك إلا بالله عالما، وبآياته عارفا، والله ما قاتلت معك من جهل، ولكني سمعت حذيفة بن اليمان يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: علي أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ألا وإن الحق معه، ألا وإن الحق معه يتبعه، ألا فميلوا معه (2).