الإمام عليه السلام يأذن لأصحابه بالتفرق والسبط ليلا قد دعا أصحابه * موجها إليهم خطابه فقال بعد الحمد والثناء * والشكر للمنعم ذي الآلاء إني لا أعلم فيما أعلم * أوفى ولا أصلح صحبا منكم ولست أدري أهل بيت أفضلا * من أهل بيتي نجدة وأوصلا جزاكم الله جميعا خيرا * ولا رأيتم ما حييتم ضيرا ألا وإني قد أذنت لكم * فانطلقوا لا عهد لي عليكم والليل قد أجنكم وأقبلا * فاتخذوه للنجاة جملا والقوم لا يبغون غيري أحدا * فارتحلوا لتسلموا من الردى جواب أهل بيته عليهم السلام فابتدأ العباس في مقاله * وقد جرى الصحب على منواله قالوا جميعا: ولماذا نفعل * نظل أحياء وأنت تقتل فلا أرانا الله ذاك أبدا * وليت أنا لك قد صرنا فدا قال مخاطبا بني عقيل * حسبكم مسلم من قتيل وعند ذا تكلموا جميعا * وقد أبوا عن عزمهم رجوعا وأقسموا أن لا يفارقوه * يوما وبالأنفس أن يقوه فالعيش من بعد الحسين يقبح * وبعده الحياة ليست تصلح
(٣٩٧)