كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٠٩
اجلسا، فقال عبد الله بن عمير الكلبي: أبا عبد الله ائذن لي لأخرج إليهما، فرآه الإمام الحسين رجلا طويلا، شديد الساعدين، ما بين المنكبين، فقال الإمام:
" إني لأحسبه للأقران قتالا، اخرج إن شئت فخرج إليهما. فقالا له: من أنت، فانتسب لهما، فقالا: لا نعرفك ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر أو برير بن خضير!!!.
فقال الكلبي ليسار: يا ابن الزانية، وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس، وما يخرج إليك أحد من الناس إلا وهو خير منك، ثم شد الكلبي عليه فضربه بسيفه، فبينما هو منشغل به يضربه بسيفه شهر عليه سالم مولى عبيد الله، فصاح به أصحاب الحسين: قد رهقك العبد فلم يأبه له حتى غشيه، فبدره الضربة فاتقاه الكلبي بيده اليسرى، فأطاح أصابع كفه اليسرى، ثم مال عليه الكلبي فضربه حتى قتله، فأقبل الكلبي وقد قتل الاثنين، فأخذت امرأته أم وهب عمودا ثم أقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد! ورجته أن تقاتل إلى جانبه لتموت معه، وتعلقت بأثوابه، فناداها الإمام الحسين قائلا: " جزيتم من أهل بيت خيرا، ارجعي يرحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن، فإنه ليس على النساء قتال ". فانصرفت إليهن (1).
أخذ أصحاب الإمام الحسين يبرزون، اثنين اثنين وأربعة أربعة، فيبرز لهم من جيش الخلافة، أعداد مماثلة، وفي كل مرة كان أصحاب الحسين يقتلون أندادهم من جيش الخلافة، ويفتكون بمن يجدوه في طريقهم من ذلك الجيش فتكا ذريعا، واكتشف قادة جيش الخلافة خطورة المبارزة على الجيش، فصاح عمر بن الحجاج بأصحابه: " أتدرون من تقاتلون، إنكم تقاتلون فرسان المصر وأهل البصائر، وقوما مستميتين، لا يبرز إليهم أحد منكم إلا قتلوه على قلتهم، والله لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم، فقال عمر بن سعد: " صدقت الرأي ما رأيت أرسل في الناس من يعزم عليهم أن لا يبارزهم رجل منهم، ولو خرجتم

(١) تاريخ الطبري ج ٣ ص ٣٢١، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٥٦٤، وبحار الأنوار ج ٤٥ ص ١٧، والعوالم ج ١٧ ص ٢٦٠، وأعيان الشيعة ج ١ ص ٦٠٣ ووقعة الطف ص 217، والطبري ج 6 ص 245 وابن الأثير ج 4 ص 37.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327