يركض على فرسه حتى انتهى إليهم فقال: يا هؤلاء إن أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية حتى ينظر في الأمر، فإن هذا أمر لم يجر بينكم وبينه فيه منطق، فإذا أصبحنا التقينا إن شاء الله، فإما رضيناه فأتينا بالأمر الذي تسألونه وتسومونه، أو كرهنا فرددناه. وهدفه أن يردهم تلك العشية.
فقال عمر بن سعد: يا شمر ما ترى؟ قال شمر: أنت الأمير والرأي رأيك، وأقبل عمر بن سعد على الناس فقال: ما ترون؟ قال عمرو بن الحجاج الزبيدي:
سبحان الله والله لو كانوا من أهل الديلم ثم سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي لك أن تجيبهم إليها، فأجابهم عمر بن سعد، وروى الطبري عن الضحاك بن عبد الله المشرفي قال: فلما أمسى حسين وأصحابه، قاموا الليل كله يصلون ويستغفرون، ويدعون ويتضرعون، وتمر بنا خيل لهم تحرسهم، وإن حسينا ليقرأ * (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين وما كان الله ليدر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) * [آل عمران / 178 - 179]، فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا فقال: " نحن ورب الكعبة الطيبون ميزنا منكم.... " (1) وكانت تلك الليلة هي ليلة العاشر من محرم.
القتال الضاري في كربلاء من الذي بدأ القتال؟:
القتال بطبيعته كره، وشر على الغالب، ومن يبدأ القتال، يلج ما تكرهه النفس، ويفتح أبواب الشر المغلقة، وطوال عهد النبوة الزاهر لم يصدف على الإطلاق أن بدأ النبي القتال مع أعدائه، فكان المشركون هم الذين يبدأوا بالقتال ولم يصدف أن أمر أحد رجاله أو أولياءه بالخروج للمبازرة بدءا، وكان أعداؤه هم الذين يخرجون أولا بعض رجالهم للمبارزة وبعد ذلك ينتدب النبي من أوليائه من يبارزهم!! كان يتجنب دائما يبدأ خصومه بالقتال فإذا بدأ خصمه بالقتال عندئذ