كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٠٨
وحبيب بن مظاهر في الميسرة، وثبت وأهل بيته في القلب وأعطى رايته لأخيه العباس بن علي، واتخذوا مواقعهم أمام بيوتهم وانتظروا.
بهذا الوقت بالذات وفي صبيحة العاشر من محرم صلى عمر بن سعد بن أبي وقاص صلاة الصبح، وصلى بصلاته جيش بني أمية البالغ ثلاثين ألف مقاتل، ولم ينس سعد، ولا أي فرد من أفراد جيشه الصلاة الإبراهيمية، لقد صلوا على محمد وآل محمد!! بالوقت الذي صمموا فيه على قتل ابن بنت النبي وإبادة آل محمد!!!.
بهذا الوقت بالذات تقدم عمر بن سعد بن أبي وقاص على فرسه، وأشرف على الجيش كله وعلى معسكر الحسين، ثم نادى بأعلى صوته: " اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى " فرمى سهما، وتبعا له رمى جيش الخلافة (1) وسقطت السهام معسكر الإمام الحسين مثل زخات المطر!! فلم يبق من أصحاب الإمام الحسين أحد إلا أصابه من سهامهم (2)، ولا عجب من ذلك فإن جيش الخلافة جيش دولة عظمى وهم مسلح تسليحا كاملا والسهم من الأسلحة الضرورية، فلك أن تتصور ثلاثين ألفا أو عشرين ألفا وهم يطلقون معا سهامهم بوقت واحد ومن مكان واحد!!.
قال الإمام حسين لأصحابه: " قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لا بد منه فإن هذه السهام رسل القوم إليكم ".
المبارزة:
جرت العادات الحربية على أن تستهل الحرب بمبارزة، وهو ما تم في بدر، وما تم في أحد والخندق. وفي كربلاء برز من جيش الخلافة يسار مولى زياد " ابن أبي سفيان " وسالم مولى عبيد الله بن زياد، فقالا: من يبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم، فوثب حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير، فقال لهما الإمام الحسين:

(١) الخطط والآثار للمقريزي ج ٢ ص ٢٨٧.
(٢) اللهوف ص ٥٦.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327