كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣١٠
إليهم وحدانا لأتوا عليكم " (1) لقد كان عمر بن سعد دقيقا بتكييفه للواقع العسكري، فجيشه كثرة، وأصحاب الإمام الحسين نوعية، ولو أعطيت النوعية الفرصة كاملة لتمكنت من هزيمة الكثرة.
كان قبل الواحد من أصحاب الإمام يبين فيهم بوضوح لقلتهم، بينما قتل المئات من جيش الخلافة لا يظهر لكثرتهم.
الهجوم الشامل:
أمام تلك المعطيات التي نجمت عن المبارزة، ولأن عمر بن سعد مهزوز، ولا يثق بنفسه ولا بجيشه، ولا بعواقب الأمور، وبعد التشاور من أركان حربه منع أي واحد من جيشه من الخروج لمبارزة أي واحد من أصحاب الحسين كما أسلفنا، وبالوقت نفسه أصدر أوامره لتنفيذ الهجوم الشامل على معسكر الإمام الحسين، فزحفت ميمنة جيش الخلافة بقيادة عمرو بن الحجاج على ميمنة أصحاب الإمام، فلما دنت تلك الميمنة من معسكر الحسين جثا أصحاب الإمام على الركب، وأشرعوا الرماح، فلم تقدم خيلهم على الرماح، فذهبت الخيل لترجع، فرشقتهم ميمنة الحسين بالنبل فقتلوا فريقا وجرحوا فريقا، وانسحب فريق ثالث، ثم حملت خيل الحسين " 32 فارسا " حملات موفقة، فما حملت على جانب من خيل أهل الكوفة إلا وكشفته، فلما رأي عزرة بن قيس أن خيله تنكشف من كل جانب نتيجة حملات خيل الحسين بعث عبد الرحمن بن حصن إلى عمر ابن سعد ليصف له ما لاقت خيله من خيل الحسين، وليبعث له رماة ليعقروا خيل الحسين!!.
فقال عمر بن سعد لشبث بن ربعي: ألا تقدم إليهم؟ فقال: سبحان الله تعمد إلى شيخ مصر وأهل المصر عامة تبعثه في الرماة!! لم تجد من تندب لهذا ويجزي عنك غيري؟ فدعا عمر بن سعد الحصين بن تميم فبعث معه المجففة وخمسمئة من الرماة، فأقبلوا حتى دنوا من الإمام الحسين وأصحابه ورشقوهم

(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327