إليهم وحدانا لأتوا عليكم " (1) لقد كان عمر بن سعد دقيقا بتكييفه للواقع العسكري، فجيشه كثرة، وأصحاب الإمام الحسين نوعية، ولو أعطيت النوعية الفرصة كاملة لتمكنت من هزيمة الكثرة.
كان قبل الواحد من أصحاب الإمام يبين فيهم بوضوح لقلتهم، بينما قتل المئات من جيش الخلافة لا يظهر لكثرتهم.
الهجوم الشامل:
أمام تلك المعطيات التي نجمت عن المبارزة، ولأن عمر بن سعد مهزوز، ولا يثق بنفسه ولا بجيشه، ولا بعواقب الأمور، وبعد التشاور من أركان حربه منع أي واحد من جيشه من الخروج لمبارزة أي واحد من أصحاب الحسين كما أسلفنا، وبالوقت نفسه أصدر أوامره لتنفيذ الهجوم الشامل على معسكر الإمام الحسين، فزحفت ميمنة جيش الخلافة بقيادة عمرو بن الحجاج على ميمنة أصحاب الإمام، فلما دنت تلك الميمنة من معسكر الحسين جثا أصحاب الإمام على الركب، وأشرعوا الرماح، فلم تقدم خيلهم على الرماح، فذهبت الخيل لترجع، فرشقتهم ميمنة الحسين بالنبل فقتلوا فريقا وجرحوا فريقا، وانسحب فريق ثالث، ثم حملت خيل الحسين " 32 فارسا " حملات موفقة، فما حملت على جانب من خيل أهل الكوفة إلا وكشفته، فلما رأي عزرة بن قيس أن خيله تنكشف من كل جانب نتيجة حملات خيل الحسين بعث عبد الرحمن بن حصن إلى عمر ابن سعد ليصف له ما لاقت خيله من خيل الحسين، وليبعث له رماة ليعقروا خيل الحسين!!.
فقال عمر بن سعد لشبث بن ربعي: ألا تقدم إليهم؟ فقال: سبحان الله تعمد إلى شيخ مصر وأهل المصر عامة تبعثه في الرماة!! لم تجد من تندب لهذا ويجزي عنك غيري؟ فدعا عمر بن سعد الحصين بن تميم فبعث معه المجففة وخمسمئة من الرماة، فأقبلوا حتى دنوا من الإمام الحسين وأصحابه ورشقوهم