4 - حققت هذه الترتيبات حماية منيعة لمعسكر الإمام وللإمام وأهل بيته وصحبه بحيث حمتهم من أيمانهم وشمائلهم ومن خلفهم وحمت الذرية.
5 - فرضت هذه الترتيبات على جيش الخلافة فرضا بأن يواجهوا الإمام وأهل بيته وأصحابه من جهة واحدة، وفوتت على الجيش الفائدة التي توخاها من توزيع قواته على شكل دائرة أو حلقة محيطة بالإمام وعسكره، واضطر هذا الجيش أن يعيد تجميع قواته لتهاجم الإمام وأهله وصحبه من جهة واحدة.
6 - وبالوقت نفسه قسم الإمام أهل بيته وأصحابه إلى ثلاثة أقسام: ميمنة وميسرة وثبت هو وأهل بيته في القلب.
7 - عندما بدأ هجوم جيش الخلافة الشامل على ثلاثة محاور ميمنة وميسرة وقلب، تلقت ميمنة وميسرة وقلب جيش الإمام جيش الطاغية - يزيد -.
8 - وبالرغم من التفوق العددي الهائل لجيش الخلافة، ومن التفوق بالعدة والعتاد إلا أن الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه قد نجحوا نجاحا ساحقا بالصمود، وبالتصدي، والأهم من ذلك أنهم قد أفشلوا الموجة الأولى من الهجوم، واضطروا قادة وجيش الخلافة للتراجع وتنظيم صفوفهم وإعادة خططهم.
9 - خلال فترة التراجع أخذ فرسان الحسين من الميمنة والميسرة والقلب يشنون هجمات ساحقة على ميمنة وميسرة وقلب جيش الخلافة، وأمعنوا قتلا وجرحا بكل من طالت أيديهم. إنه وإن لم تتوفر لدينا إحصائيات إلا أن منطق الأشياء ونوعية الرجال الذين كانوا حول الإمام تؤكد أن جيش الخلافة قد خسر المئات إن لم يكن الآلات خلال المواجهة الأولى من الهجوم وخلال الهجمات الساحقة التي قام بها أصحاب الإمام.
10 - هذه النتائج المذهلة التي حققها الإمام وجماعته هزت قيادة جيش الخلافة هزة عنيفة، فاستعملت تلك القيادة كامل قواتها لعقر خيول الإمام، وبذلت جهودها لتقويض أبنية وخيم الإمام، وأصدرت أمرا بحرق معسكر الإمام