كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣١٣
ثم حمل على القوم فقتل منهم تسعة وقتل (1).
مقتل الحر بن يزيد الرياحي:
لما لحق الحر بن يزيد بالإمام الحسين قال يزيد بن سفيان من بني شفرة وهم من بني الحارث أحد بطون تميم: " أما والله لو أني رأيت الحر بن يزيد حين خرج لأتبعنه السنان، وبينما الناس يتجاولون ويقتتلون والحر يحمل على القوم متمثلا بقول عنترة:
ما زلت أرميهم بثغرة نحره * ولبانه حتى تسربل بالدم فقال الحصين بن تميم، وكان على شرطة عبيد الله ليزيد بن سفيان: هذا الحر بن يزيد الذي كنت تتمنى، فخرج إليه وقال له: هل لك يا حر بن يزيد في المبارزة؟ قال: نعم قد شئت، فبرز له، وبعد قليل قتله الحر، ورموا سهما فعقروا فرس الحر فوثب عنه وجعل يقاتل راجلا حتى قتل نيفا وأربعين، ثم شدت عليه الرجالة فقتلته، وحمله أصحاب الحسين ووضعوه أمام الفسطاط الذي يقاتلون دونه (2) ووضعوه بين يدي الحسين وبه رمق، فجعل الحسين يمسح وجهه ويقول: " أنت الحر كما سمتك أمك، وأنت الحر في الدنيا وأنت الحر في الآخرة " (3).
أربعة من أصحاب الإمام قتلوا معا:
قال الطبري: وبرز عمر بن خالد، وجابر بن الحارث السلماني، وسعد مولى عمر بن خالد، ومجمع بن عبد الله الصائدي، فانقضوا على جيش الخلافة وتوغلوا بالصفوف، فأحاط بهم جيش الخلافة، وقطعوهم عن أصحابهم، فحمل العباس بن علي فاستنفذهم، وهم جرحى، فلما دنا منهم الجيش شدوا بأسيافهم

(١) أمالي الصدوق ص ٧ مجلس ٣٠.
(٢) راجع تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٥٢ والبداية والنهاية ج ٨ ص ١٨٣ و ج ٦ ص ٢٤٨ و ٢٥٠ من تاريخ الطبري.
(٣) مقتل الحسين للخوارزمي ج ٢ ص ١١ واللهوف ص ١٠٤ وبحار الأنوار ج ٤٥ ص ١٤ والعوالم ج 17 ص 257 والموسوعة ص 440.
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327