كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٩٧
قالت سكينة، فوالله ما أتم كلامه إلا وتفرق القوم من عشرة، وعشرين فلم يبق معه إلا واحد وسبعون رجلا، فنظرت إلى أبي منكسا رأسه فخنقتني العبرة فخشيت أن يسمعني، ورفعت طرفي إلى السماء وقلت: اللهم إنهم خذلونا فأخذلهم،... فرأتني عمتي أم كلثوم وقالت: ماذا دهاك يا بنتاه فأخبرتها الخبر، فصاحت وا جداه، وا علياه، وا حسناه، وا حسيناه، وا قلة ناصراه، أين الخلاص من الأعداء؟ ليتهم يقنعون بالفداء.. فسمع أبي ذلك، فأتى إلينا يعثر في أذياله، ودموعه تجري وقال: ما هذا البكاء؟
فقالت: يا أخي ردنا إلى حرم جدنا.
فقال الإمام: يا أختاه ليس إلى ذلك سبيل.
قالت: أجل ذكرهم محل جدك وأبيك وأخيك.
فقال الإمام: ذكرتهم فلم يذكروا، ووعظتهم فلم يتعظوا، ولم يسمعوا قولي، فما لهم غير قتلي سبيلا، ولا بد أن تروني على الثرى جديلا، لكن أوصيكن بتقوى الله رب البرية، والصبر على البلية، وكظم نزول الرزية وبهذا وعد جدكم، ولا خلف لما وعد، ودعتكم إلهي الفرد الصمد (1).
وروى البحراني أن الإمام قد قال: " يا أهلي وشيعتي اتخذوا هذا الليل جملا لكم، وانجوا بأنفسكم، فليس المطلوب غيري، ولو قتلوني ما فكروا فيكم، فانجوا رحمكم الله وأنتم في حل وسعة من بيعتي وعهدي الذي عاهدتموني " (2).
وقال الإمام الحسين: يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا فقد أذنت لكم.

(1) الدمعة الساكبة ج 4 ص 271، وأسرار الشهادة ص 268، وناسخ التواريخ ج 2 ص 160 والموسوعة ص 399 - 400.
(2) الموسوعة ص 401.
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 295 296 297 298 299 301 302 303 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327