فقال الحر: يا أهل الكوفة لأمكم الهبل والعبر إذ دعوتموه، حتى إذا أتاكم أسلمتموه، وزعمتم أنكم قاتلو أنفسكم دونه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه، أمسكتم بنفسه، وأخذتم بكظمه، وأحطتم به من كل جانب فمنعتموه التوجه في بلاد الله العريضة، حتى يأمن ويأمن أهل بيته وأصبح في أيديكم كالأسير لا يملك لنفسه نفعا ولا يدفع ضرا، وحلأتموه ونساءه وأحبته وأصحابه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهودي والمجوسي والنصراني، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه، وها هم قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمدا في ذريته، لا سقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا، وتنزعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا في ساعته هذه، فحملت عليه رجالة الجيش ترميه بالنبل، فأقبل حتى وقف أمام الإمام الحسين " (1).
(٢٩٣)