كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٩٤
خليفة لرسوله، لأن خلافة الله أليق بجناب الخليفة من خلافة الرسول!! فقد كتب مروان بن محمد وكان واليا على أرمينيا إلى الوليد بن يزيد بن عبد الملك المشهور بفسقه، والذي هم بأن يمارس اللواط مع أخيه، والذي هم بأن يشرب الخمر على ظهر الكعبة; كتب له مروان يبارك له بخلافة الله على العباد (1) ولما قيل عنه في مجلس الخليفة العباسي المهدي إنه كان زنديقا، قال الخليفة العباسي: " خلافة الله عنده أجل من أن يجعلها في زنديق " (2) وخطب الحجاج يوما بالحج فقال:
" اسمعوا وأطيعوا لخليفة الله وصفيه عبد الملك بن مروان " (3).
واشتط إعلام دولة الخلافة شططا آخر، فحاول أن يقنع المسلمين بأن الخليفة أعظم من النبي!! قال الحجاج في خطبة له: " رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه، أم خليفته على أهله؟! " (4).
وروي أنه كتب لعبد الملك يعظم أمر الخلافة، فزعم أن السماوات والأرض ما قامتا إلا بالخلافة، وأن الخليفة عند الله أفضل من الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين!!.. الخ (5).
وكان يعتبر من يتبع الخليفة مؤمنا، ومن يعارض الخليفة كافرا!! (6) فنحن أمام حملة منظمة تدعمها دولة الخلافة بكل طاقاتها ومواردها لقلب كل الحقائق وتزويدها، لإظهار عدو الله بصورة ولي الله، وإظهار ولي الله بصورة الشيطان الرجيم!! إنها حملة منظمة لتزوير وتحريف كل شئ في الإسلام يقوون على تحريفه!! وكان لهذه الحملة المجنونة ضحاياها من الغافلين السذج.

(1) راجع تاريخ ابن كثير ج 10 ص 4.
(2) راجع تاريخ ابن كثير ج 10 ص 7 و 8.
(3) راجع سنن أبي داود ج 4 ص 210 الحديث 4645 باب " في الخلفاء ".
(4) راجع سنن أبي داود ج 4 ص 209 الحديث 4642، والمسعودي في مروجه ج 3 ص 147 والعقد الفريد لابن عبد ربه ج 5 ص 52.
(5) راجع العقد الفريد ج 5 ص 51.
(6) راجع سنن أبي داود ج 4 ص 209 والعقد الفريد ج 5 ص 51 وكتابنا الخطط السياسية ص 121.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327