كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٩٠
لأهل بيته خلال حياته (1) وحرموا ذوي قربى النبي من السهم المخصص لهم بآية محكمة (2) وهكذا تمكنت دولة البطون من تحطيم أحد ركني الشرعية الإلهية تحطيما كاملا، وزيادة في الاحتياط وحتى لا يحتج أهل بيت النبوة بأحاديث الرسول، وحتى لا تكتشف الأجيال اللاحقة جريمة زعامة البطون، ومسؤوليتها عن تدمير الشرعية الإلهية، منعت هذه الزعامة كتابة ورواية أحاديث الرسول (3) وأحرقت المكتوب منها (4) وشككت بكل ما تعارض مع مصالحها من أحاديث الرسول (5) وكيف تعجز عن فعل هذا وهي التي واجهت النبي شخصيا وقالت له:
أنت تهجر وحسبنا كتاب الله (6) بهذه الأحداث والوقائع الأليمة تحطمت الشرعية الإلهية تحطما كاملا، ولم يعد لها عمليا إلا ثقل واحد ولم يبق للشرعية غير الاسم والذين حطموها هم الذين قبضوا على مقاليد الأمور، وسخروا موارد الدولة وكل إمكانياتها لإثبات صحة ما ذهبوا إليه، وما عملوه، ولإقناع الناس بأنه لا توجد شرعية إلا شرعية ما فعلوه.
2 - نظام الخلافة أو الخليفة الحاكم بأمره:
عمليا كان الخليفة من غلب أو عهد إليه الخليفة الغالب. تلك حقيقة لا

(١) راجع فتوح البلدان للبلاذري ج ٢ ص ٣٤ - ٣٥.
(٢) راجع تاريخ الإسلام للذهبي ج ١ ص ٣٤٧ وكنز العمال ج ٥ ص ٣٦٧ وشرح نهج البلاغة ج ٤ ص ٨١ نقلا عن الجوهري.
(٣) راجع تذكرة الحفاظ للذهبي ج ١ ص ٢ - ٣.
(٤) راجع طبقات ابن سعد ج ٥ ص ١٤٠ بترجمة محمد بن أبي بكر.
(٥) راجع سنن أبي داود ج ٢ ص ١٢٦، وسنن الدارمي ج ١ ص ١٢٥ ومسند أحمد ج ٢ ص ١٦٢ و ٢٠٧ و ٢١٦، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج ١ ص ١٠٥ و ١٠٦ وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج ١ ص ٨٥.
(٦) راجع صحيح البخاري ج ٧ ص ٩، و ج ٤ ص ٣١، و ج ١ ص ٣٧، و ج ٥ ص ١٣٧، و ج ٢ ص ١٣٢، و ج ٤ ص ٦٥ - ٦٦، وصحيح مسلم ج ٢ ص ١٦ و ج ٥ ص ٧٥ و ج ١١ ص ٩٤ - ٩٥ بشرح النووي ومسند أحمد ج ١ ص ٩٥٥ وتاريخ الطبري ج ٢ ص ١٩٣ وتذكرة الخواص لابن الجوزي ص ٦٢ وسر العالمين وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي ص ٢١ لتعرف من هم زعامة بطون قريش وراجع كتابنا المواجهة ص ٢٦٠ وما بعدها وكتابنا نظرية عدالة الصحابة ص ٢٨٧ وما بعدها.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327