كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٠٥
لأريتك أثر جبريل من دارنا، ونزوله على جدي بالوحي، يا أخا الكوفة، مستسعى العلم من عندنا، أفعلموا وجهلنا؟ هذا لا يكون " (1) فعلم الحلال والحرام والصواب والخطأ، والفيصل بين الشرع والهوى هو قول الإمام الحسين لأنه الإمام المؤهل لقيادة الأمة، ووارث علم النبوة والكتاب.
ثم إن العرب كلها تعرف الإمام الحسين، فهو العالم الفذ الذي لا يدانيه عالم، والشخص الفريد من نوعه الذي واجه جيشا وبرباطة جأش، وببأس لا مثيل له، وهو الرجل الشامخ المقام الذي واجه محنة تهد الراسيات بأعصاب فولاذية ولم يهن ولم يستسلم، وهو الذي أقدم بمحض اختياره على تقديم روحه دفاعا عن الحق، فالإمام الحسين كان أوحد زمانه لإنه الإمام الشرعي، فهو الأعلم وهو الأتقى وهو الأفضل، كان متألقا كالشمس الطالعة في النهار، وكالبدر في ظلمات الليل. فكان هو الوحيد المؤهل ليبعث انتفاضة، وليقود ثورة من نوع خاص. فلن يقوى الخليفة، وإعلام دولته على التشكيك بدين الإمام، أو النيل من مكانته، أو إقناع المسلمين بخزعبلات ودعايات إعلام دولة الخلافة التي يسمون بها عادة أعداء الخليفة ودولته.
من هم المنتفضون والثوار؟
لقد قرر الإمام الحسين أن يستجيب لنداء الواجب ولدوره التاريخي، لقد قرر أن ينتفض وأن يكون أول ثائر، وعزم على تحمل مسؤولية قيادة الانتفاضة المباركة وقيادة الثورة.
ولكن في ذلك المناخ الذليل من يجرؤ على الانتفاضة، ومن يجرؤ على الثورة، ومن يجرؤ على تأييد قائد الثورة الإمام الحسين، ومن يجرؤ على الالتفاف حوله والسير معه إلى نهاية الشوط؟ بل ومن يستطيع أن يصافح الإمام الحسين؟ أو يجتمع معه؟ فعم الذل والإرهاب في ذلك المجتمع، وأماتا فيه، كل قيم الإسلام، وقيم النخوة والإباء!!! يبدو أن الإمام الحسين قد أراد المنتفضين

(١) بصائر الدرجات ١١ ح ١ والكافي ج ١ ص ٣٩٨ ح ٣ وبحار الأنوار ج ٦ ص ١٥٧ و ج 45 ص 93 والموسوعة ص 347.
(٢٠٥)
مفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 211 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327