الخليفة، ويتصرف بها كما يتصرف الإقطاعي بممتلكاته الخاصة،! وسكان تلك الأقاليم ليسوا أكثر من أقنان أو عبيد للخليفة يعملون لديه في ضيعاته مقابل جعل أو عطاء شهري، وأمراء تلك الأقاليم ليسوا أكثر من موظفين وكبراء عمال يتقاضون رواتبهم شهريا مقابل الطاعة والإشراف على تنفيذ رغبات الخليفة وأوامره والجيوش المجندة تحت تصرف الخليفة يتقاضى أفرادها وقادتها رواتبهم الشهرية من الخليفة مقابل الولاء له، وحفظ الأمن في أرجاء الأقاليم وتنفيذ أوامر الخليفة بالقوة، أو تحقيق أمجاد الخليفة الشخصية إن رغب بالفتوحات، فأنت يا مولاي تسير في مملكة الفرعون وعلى مرأى من فرعون وجنوده فإلى أين عساك أن تذهب يا ابن رسول الله إن خرجت من المدينة؟ وتركت جوار جدك العظيم؟
ولكن ما هو البديل؟ هل يجلس الحسين وأهل بيت النبوة في بيوتهم وينتظرون فرعون وجنوده حتى يأتوا فيذبحونه كما تذبح الأضاحي، أو يجبرونه على البيعة، كأقنان " لأمير المؤمنين " يزيد!!! مثل الحسين ومثل أهل بيت النبوة لن يقبلوا هذا الخيار المر، ولا نواميس الكون تقر مثل هذا التوجه، فعلى الإمام الحسين أن يتحرك سريعا وأن يخرج من المدينة فارا بدينه وموقفه وأهله من فرعون وجنوده، ولكن إلى أين؟ هذا هو السؤال الكبير!!!