أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين... " (1).
فالوصية مصاغة ومعدة لتكون بمثابة رسالة خاصة لكل واحد من أبناء الأمة تبين له وبمنتهى الإيجاز الغاية من خروج الإمام الحسين وهي بمثابة سؤال موجه لكل فرد من أفراد الأمة مفاده: هل تقبل هذا الحق، أو ترده على صاحبه، وهي بمثابة دعوة لكل من بلغ لينصر هذا الحق.
وهذه الوصية التي سمعت بها الأمة بالضرورة هي بمثابة الحجة التي يقيمها الإمام الحسين على الأمة، ولم يتوقف الإمام الحسين عند الوصية بل كشف للأمة حقيقة الخليفة ونظامه، فأعلن أمام الأمة " إن الخليفة ومن والاه قوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد في الأرض، وأبطلوا الحدود، وشربوا الخمور، واستأثروا في أموال الفقراء والمساكين " (2).
وصعد الإمام هجومه على النظام إمعانا بكشف زيفه وإظهاره على حقيقته فقال في خطبة له:.... " فبعدا وسحقا لطواغيت هذه الأمة، وبقية الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومطفئ السنن، ومؤاخي المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين، وعصاة الإمام وملحقي العهرة بالنسب ولبئس ما قدمت لهم أنفسهم وفي العذاب هم خالدون... " (3).
ثم كشف ابن النبي حال الخليفة وأركان دولته، فقال أمام فرقة من فرقهم...: " لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبا لكم ولما تريدون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم، فبعدا للقوم الظالمين.. " (4).
وطلب الإمام من الأمة أن ترجع إلى نفسها أبجديات الفهم فقال: "..