كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٦١
أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين... " (1).
فالوصية مصاغة ومعدة لتكون بمثابة رسالة خاصة لكل واحد من أبناء الأمة تبين له وبمنتهى الإيجاز الغاية من خروج الإمام الحسين وهي بمثابة سؤال موجه لكل فرد من أفراد الأمة مفاده: هل تقبل هذا الحق، أو ترده على صاحبه، وهي بمثابة دعوة لكل من بلغ لينصر هذا الحق.
وهذه الوصية التي سمعت بها الأمة بالضرورة هي بمثابة الحجة التي يقيمها الإمام الحسين على الأمة، ولم يتوقف الإمام الحسين عند الوصية بل كشف للأمة حقيقة الخليفة ونظامه، فأعلن أمام الأمة " إن الخليفة ومن والاه قوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد في الأرض، وأبطلوا الحدود، وشربوا الخمور، واستأثروا في أموال الفقراء والمساكين " (2).
وصعد الإمام هجومه على النظام إمعانا بكشف زيفه وإظهاره على حقيقته فقال في خطبة له:.... " فبعدا وسحقا لطواغيت هذه الأمة، وبقية الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومطفئ السنن، ومؤاخي المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين، وعصاة الإمام وملحقي العهرة بالنسب ولبئس ما قدمت لهم أنفسهم وفي العذاب هم خالدون... " (3).
ثم كشف ابن النبي حال الخليفة وأركان دولته، فقال أمام فرقة من فرقهم...: " لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبا لكم ولما تريدون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم، فبعدا للقوم الظالمين.. " (4).
وطلب الإمام من الأمة أن ترجع إلى نفسها أبجديات الفهم فقال: "..

(١) بحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٢٩، والمناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ٨٩ والعوالم ج ١٧ ص ١٧٩، وأشار إلى بعض الوصية ابن أعثم الكوفي بالفتوح ج ٥ ص ٢٣ وراجع الموسوعة ص ٣٦١.
(٢) راجع تذكرة الخواص ص ٢١٧ والموسوعة ص ٣٢٦.
(٣) الاحتجاج ص ٣٣٦ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ١١ مختصرا وبحار الأنوار ج ٤٥ ص ٨٣.
(٤) مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٢٥١ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ١٠٠ وبحار الأنوار ج ٤٥ ص ٥ والعوالم ج 17 ص 249.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327