ومنها (رابعا) ان الشريف أو السيد هو من ينتسب من جهة أبيه إلى ذرية الإمام الحسن أو الإمام الحسين، وقد أخطأ البعض حين نسبوا هذا اللقب الكريم إلى كل من ينتسب إلى بني هاشم الكرام، سواء أكان حسنيا أو حسينيا أو علويا من ذرية محمد بن الحنفية وغيره من أبناء الإمام علي بن أبي طالب أو جعفريا أو عباسيا، ولهذا نجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحونا في التراجم بذلك، كان يقول:
الشريف العباسي أو الشريف العقيلي أو الجعفري نسبه إلى العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم أو عقيل أو جعفر ولدي أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، صحيح ان بني هاشم هم في الذروة من قريش بنص الحديث الشريف فقد روى القاضي عياض في الشفا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: اتاني جبريل عليه السلام فقال: قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أو رجلا أفضل من محمد، ولم أر بني أب أفضل من بني هاشم ولكنه صحيح كذلك ان شرف الحسن والحسين مستمد من فاطمة بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثم فهما بالتالي بضعة من بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى ابن شهرآشوب في مناقبه: جاء الإمام أبو حنيفة ليسمع من الإمام جعفر الصادق فجزع إليه جعفر يتوكأ على عصا فقال له أبو حنيفة: يا ابن رسول الله لم تبلغ من السن ما تحتاج معه إلى العصا قال هو كذلك ولكنها عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم أردت التبرك بها، فوثب أبو حنيفة إليه وقال:
اقبلها يا ابن رسول الله، فحسر أبو عبد الله (جعفر الصادق) عن ذراعيه وقال له:
والله لقد علمت أن هذا بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم وان هذا من شعره فما تقبله وتقبل العصا وهذا يعنى ان ذرية الحسن والحسين انما هو من بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم على الاطلاق وليس بني هاشم فحسب كما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة وعلى اي حال، فلقد استمر لقب (الشريف) والسيد يحمله كل من ينتسب إلى بني هاشم فلما ولي الفاطميون الحكم في مصر قصروه على أبناء الحسن والحسين ولدي الامام على من السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمر الامر كذلك بمصر حتى الان، عرفا مطردا في مصر وفي غيرها من أنحاء العالم الاسلامي.