كانت الدولة الفاطمية أكبر دول العالم، قوة عسكرية وفكرية، في العصور الوسطى. تتمثل فيها وحدة المسلمين وسماحة الدين (1).
وفيها أثبتت وحدة القاعدة القانونية في الأمة، بل وحدة الدين في المذاهب، اقتدارها على أن تجمع المسلمين في دولة واحدة، هي أعظم الدول حضارة في القارات المعروفة في ذلك الزمان، عاصمتها مصر - القاهرة، وجامعتها الأزهر. سعد فيها المسلمون والمسيحيون واليهود والذميون، حتى غزاها من الداخل انقسام شعوبها، وقيام إمارات شتى، وسفه الوزراء، وضعف الخلفاء.
وأغرى غزو شعوبها أنفسهم في داخلها، بانقسامهم وتفككهم، الصليبيين، ليقوموا بالغزو الخارجي. وصدهم المسلمون مرات، حتى إذا ادلهم الخطب، استعانت الدولة الشيعية في مصر بالدولة السنية في دمشق وعلى رأسها السلطان نور الدين محمود (569). أستاذ صلاح الدين (589) ليثبت أهل مصر والشام أن الإسلام واحد وإن اختلف المذاهب.
ولما وحد صلاح الدين إمارات المسلمين في بضع سنين من الموصل